منتدى الحوار والإصلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دولة الإرهاب في تونس تخلق الإرهاب المضاد

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

دولة الإرهاب في تونس تخلق الإرهاب المضاد Empty دولة الإرهاب في تونس تخلق الإرهاب المضاد

مُساهمة من طرف olfa 23.04.07 13:00

دولة الإرهاب في تونس تخلق الإرهاب المضاد



شنت الدكتاتورية في المدة المنقضية هجوما سافرا على عشرات الشبان بدعوى تورطهم في الانتماء إلى شبكات إرهابية. وقد طال هذا الهجوم شبابا في مقتبل العمر من مختلف جهات البلاد وخاصة الجنوبية منها (قابس، قبلي، توزر، صفاقس...) ليقع تحويلهم مباشرة إلى مخافر وزارة الداخلية بالعاصمة ثم إلى سجن المرناقية (السجن الجديد بتونس). إن هذه الحملات شبهها كبار السن بهجمات المستعمر الفرنسي على الوطنيين أو على المجندين قصرا في صفوف الجيش الاستعماري ليكونوا وقودا لحروبه الظالمة (الهند الصينية، أفريقيا...) أو بحملات النظام البورقيبي على اليوسفيين والشيوعيين والقوميين والنقابيين والإسلاميين، ونظام بن علي ضد كل خصومه خاصة في مفتتح التسعينات.

إن الهجوم فظيع! فغالبا ما يكون في الليل وبطريقة ترهيبية واضحة. فلا يستظهر زوار الليل بما يثبت هوياتهم ولا بإذن بالتوقيف أو التفتيش أو أي شيء. العلامة الوحيدة التي تدل على صفتهم هي اصطحاب العمدة الذي ينخرط بدوره في مهمة بوليسية. وبوصول الجماعة أمام بيت المطلوب ينقضون عليه مباشرة. وفي غالب الأحيان تكون الضحية شابا يافعا لم يتعد العشرين ولم يحصل بعد على الباكالوريا، ويصاحب ذلك اقتحام للبيوت بدعوى التفتيش عن أدلة على "النشاط الإرهابي". وتطال هذه العملية كل شبر في المحل المستهدف بما في ذلك حاوية القمامة وطابونة الخبز... ولا يهم هؤلاء لا ترويع الأطفال ولا دموع الكبار... وأمام قوة الهجوم وما يصاحبه من إرهاب متعمد يضطر البعض إلى التعاون مع البوليس للقبض على المطلوب حتى ولو كان قريبه أو ابنه... لكن لا بد من الإشارة إلى أن بعض العائلات فاجأت عصابات بن علي بالاحتجاج والاعتصام أمام مراكز البوليس للضغط من أجل إطلاق سراح مخطوفيهم. وقد يطلق سراح البعض ويقع الاحتفاظ بالبعض الآخر لتنطلق بذلك رحلة المتاعب... شباب وراء الأبواب المغلقة وعائلات تجـــوب البلاد طولا وعرضا بالقفة والزيارة وما يتطلبه ذلك من مصاريف ومتاعب لا يعرف حقيقتها سوى من "عفس على الجمرة".

لقد بات واضحا أن نظام بن علي يبحث عن "أعداء جدد" ليكونوا منطلقا لحملة قمعية جديدة شبيهة بما عرفته البلاد في بداية العشرية الماضية. وهو يستغل انخراط أسياده في ما يسمى "الحرب على الإرهاب"، لينظم حربا على الشعب. وهو يتعمد تهويل "الخطر الإرهابي" الذي تواجهه البلاد ليزيد من تضييق الخناق على كل القوى السياسية مهما كانت أشكال نضالها.

إن ظاهرة الإرهاب هي في الأصل ظاهرة اجتماعية، وهي دليل على فشل خيارات النظام وسياساته. ومن مصلحة هذا النظام توتير الأوضاع الأمنية وخلق مناخ من الرعب والخوف لدى الشعب التونسي لثنيه عن مواصلة نضاله من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية. واستغلال المناخ الدولي الملائم لإعطاء شرعية لنظامه ومحاولة الخروج من عزلته بالانخراط في المشروع الامبريالي الصهيوني الذي أعطى الضوء الأخضر للدكتاتوريات بإطلاق العنان لانتهاك أبسط حقوق الإنسان بتعلة مقاومة الإرهاب. وبذلك يجد مبررا لانغلاقه ولكبته للحريات بدعوى أن المطلوب اليوم هو مواجهة "الإرهاب" و"رص جميـع الصفوف" لتحقيق هذا الهدف.

إن نظام بن علي يحاول الاستفادة القصوى من دعم الامبرياليين له حتى يسد الباب أمام تطلعات الشعب للحرية والديمقراطية، وهو بصدد ممارسة التصعيد الأمني بهدف تمرير "ترشحه" من جديد لانتخابات 2009. فالرجل ونظامه وأسلوبه في الحكم، ضمانات قوية لـ"الاستقرار" ولسد الباب أمام "الإرهاب". "إن قبضته الحديدية أفضل ألف مرة من حرية قد تجلب الإرهاب أو تقويه". لذلك فـ"الأفضل لشعب تونس أن يحافظ على نظامه ويناشده عدم التنحي... فبدونه تضيع البلاد!"

إن هذه المقاربة لا ضحية لها، مرة أخرى، إلا أبناء الشعب. فالغالبية الساحقة من الموقوفيــن أو المحالين الذين طالتهم الأحكام الثقيلة بمقتضى قانون الإرهاب (10 ديسمبر 2003)، لم يمسكوا بندقية ولم يرفعوا سلاحا بل عبروا عن مجرد رغبتهم في الالتحاق بالمقاومة المشروعة في فلسطين أو العراق وهو شعور شعبي ونبيل ينتاب كل إنسان معاد للامبريالية والصهيونية. وترتبط "السلفية الجهادية" في أذهان العديد بالمقاومة في العراق وأفغانستان وحتى فلسطين ولبنان. هذه المقاومة التي تساندها وتتعاطف معها الأغلبية الساحقة من شعوب العالم. لكن الخلط بينها وبين السلفية الجهادية هو من قبيل المقاربات السياسية المغلوطة التي يتحمل نظام الحكم القسط الأكبر من المسؤولية فيها بانغلاق إعلامه ومصادرة المنابر الحزبية والجمعياتية التي من شأنها تثقيف الشعب وتزويده بالتحليلات والمقاربات الأخرى التي تنير عقله وتوضح له السبل. أما قبضة الحديد فلم ولن تخلق إلا جمهورا جاهلا سهل الوقوع فريسة لكل المقاربات التضليلية.

إن شباب تونس المفقر والمجهل والمطعون في كرامته الوطنية وهويته الحضارية، مثله مثل أشقائه في الأقطار العربية والإسلامية هو الآن بصدد الدفاع عن نفسه وإن نحى البعض منحى وهميا، فرد الفعل هو في أحد جوانبه نفسي، لذلك ارتمى البعض في تخميرات "عذاب القبر" وخطب "السديس" و"عمرو خالد" و"القرضاوي"، وغيرهم من رموز الظلام الذين يدخلون كل بيت من خلال الفضائيات التي تفرض سلطانها في غياب قنوات تثقيفية وتوعوية وخاصة قنوات بلادنا التي لا يواكب برامجها إلا من أراد مضاعفة نسبة السكر في دمه.

إن سلطة القمع بتعاطيها الأمني الفج مع هذا الملف إنما هي بصدد إعداد الأرضية المناسبة لظهور ردات فعل إرهابية ومعزولة وما أحداث ديسمبر الماضي سوى مثال على ذلك.


صوت الشعب - العــدد 253 [ الاثنين، 12 مارس 2007 ]
عن موقع البديل
olfa
olfa

عدد الرسائل : 41
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دولة الإرهاب في تونس تخلق الإرهاب المضاد Empty رد: دولة الإرهاب في تونس تخلق الإرهاب المضاد

مُساهمة من طرف engineer 27.04.07 12:45

وخطب "السديس" و"عمرو خالد" و"القرضاوي"، وغيرهم من رموز الظلام

n'importe quoi
engineer
engineer

عدد الرسائل : 93
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 31/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى