منتدى الحوار والإصلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

"نسمة تي في": قناة جديدة..لصناعة الوهم وفبركة الان

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

"نسمة تي في": قناة جديدة..لصناعة الوهم وفبركة الان Empty "نسمة تي في": قناة جديدة..لصناعة الوهم وفبركة الان

مُساهمة من طرف ror 21.05.07 12:56




غسّان بن خليفة

أينما تولّي وجهك هذه الأيّام في العاصمة أو في المدن الكبرى الاّ ووجدت أمامك إحدى هذه اللافتات الإشهاريّة العملاقة التي تظهر عليها فتيات "ستار أكاديمي المغرب"، والتي تحدثّك بلغة غير لغتك، عن تألّقهن المفتَرَض وعن ضرورة مشاهدتك للقناة التلفزيونيّة الجديدة "نسمة تي في" أخر عنقود الإعلام السمعي البصري الخاصّ في بلادنا. فبعد إذاعة موزاييك آف آم ومن بعدها تلفزيون حنّبعل وجوهرة آف آم تأتي هذه القناة "ذات البعد التثقيفي والترفيهي"، حسب مالكيها، لتطرح من جديد أسئلة باتت أكثر من ضرورية وملحّة حول المضمون الثقافي والقيَمي للإعلام الخاص ببلادنا؟ وعما يطرحه هذا الإعلام من برامج مستورَدة أثارت وما تزال جدلاً واسعًا في بيئتها الأصليّة بالغرب، فما بالك بنسخها المُسقطة في بيئتنا الشرقيّة المختلفة؟

"تلفزيون الواقع" لتزييف الواقع

إستهلّت "نسمة تي في" مسيرتها ببرنامجStar Academy Maghreb ، وهو نسخة، نعتها أصحابها ب"المغاربيّة"، للبرنامج العالمي الشهير الحامل لنفس الإسم، والمندرج ضمن ما يُعرَف ب"تلفزيون الواقع". وتعود أولى تجارب تلفزيون الواقع بشكله المعروف حاليًا الى برنامج "الأخ الكبير" Big Brother ، الذي أنتجته شركة "انديمول" Endemol الهولندية في أواخر التسعينات، ولاقى إقبالاً منقطع النظير من مشاهدي التلفزيون الى درجة أنّ الشركة "صدّرت" منه نسخًا مختلفة الى أكثر من سبعين بلدًا في غضون سنوات قليلة.

وتنبني فكرة هذا البرنامج بشكل عام على وضع عدد من المتسابقين، عادة من الشباب من الجنسين، في بيت معزول عن العالم الخارجي الذي لا يتواصلون معه الاّ من خلال صيَغ وأوقات معيّنة تحدّدها ادارة البرنامج، اذ يُطلَب من هؤلاء المتسابقين العيش معا لمدّة قد تمتدّ الى أشهر، والتعامل بشكل عفوي مع ما يحيط بهم من ظروف والتقيّد بما يُرسَم لهم من قواعد. كما يُطلب منهم رفع جملة من التحدّيات والمهام التي عليهم إنجازها. و مع نهاية كلّ أسبوع يقوم متساكنو البيت بتسمية اثنيْن أو ثلاثة من بينهم وترشيحهم للإقصاء، وتقرّر نتيجة تصويت المشاهدين مصير المُسمِّين Les nominés ، إذ يعود لمتابعي البرنامج، على ضوء ما عرفوه عن المتسابقين من خلال متابعة أدائهم وسلوكهم اليومي، إختيار أيّ منهم يستحقّ نيل فرصة ثانية والبقاء بالبيت المشترَك لفترة إضافية.

وان تنوّعت أشكال برامج تلفزيون الواقع لتلبس بعضها حلّة فنّية كمسابقة أكاديميّة النجوم، أو تأخذ شكل مسابقات الجمال كالبرنامج الفرنسي "غريغ المليونير"، الذي تتنافس فيه مجموعة من الفتيات على كسب ودّ رجل ثريّ ووسيم، أو صبغة الإختبارات النفسيّة كبرامج "عش حياتي" أو "ضيعة المشاهير"، فإنّها تشترك مع اللعبة الأمّ في إرتكازها على مبدأ "قفص الجرذان" الذي يقوم على جملة من القواعد أهمّها حسب شركة "انديمول": المحيط العاري الذي لا يمكن للمتسابقين الإختباء فيه وتفادي الاحتكاك ببعضهم. نظام "التصفية عن طريق تصويت الجمهور" الذي يضمن تفاعل المشاهدين مع البرنامج وبالتالي وفاءهم له، كما يضمن ارتفاع درجة التوتّر بين المتسابقين لخشيتهم الإنسحاب. و"كرسي الإعتراف" الذي يتداول عليه بشكل دوري كلّ متنافس على حدة، لوصف حالته النفسية وليعبّر عمّا يحمله من مشاعر تجاه باقي أفراد المجموعة.

ولحسن حظّنا في المنطقة العربية، اقتصر غزو "تلفزيون الواقع" حتّى الساعة على برامج الفئة "الفنّية" المهتمّة بصناعة النجوم، وأبرزها "ستار آكاديمي" الذي أطلقته القناة اللبنانية "آل بي سي" منذ سنوات قليلة. وبعد نجاح هذه التجربة وقدرتها على إستقطاب إهتمام الملايين من الشباب العرب، ومنهم التونسيين، ها نحن نشهد اليوم محاولة "نسمة تي في" إستثمار هذا النجاح على مستوى المغرب العربي.

ورغم الإقبال الجماهيري المحدود على آكاديمية النجوم المغاربية بسبب "قلّة التنظيم والنقص في الحرفيّة، وكثرة الخلافات بين المتسابقين" مقارنة بنظيرتها المشرقيّة حسب نسرين (18 عامًا)، فإنّ الأحداث الألمية الأخيرة التي شهدها مسرح سيدي منصور تجدّد التساؤل عن القيمة المضافة لهذا النوع من البرامج، التي يرى منتقدوها أنّها تكرّس لدى شبابنا عادات الخمول الفكري والتلصّص على الحياة الشخصيّة لبعض الباحثين عن الشهرة، كما تعوّدهم على عقلية التألّق السريع والنجوميّة السهلة التي تصنعها كثافة الومضات الإشهاريّة ولاتأتي كتتويج طبيعي للتكوين العلمي الجادّ ولجودة الإنتاج وللمسيرة الفنيّة الناجحة.

و تجدّد التساؤل عما يمكن ان تقدّمه قناة خاصّة ك"نسمة تي في" من الناحية القيَِميّة لشباب يعاني أصلاً من أزمة قيَم، وهي التي لم يتردّد أصحابها في تغيير قواعد برنامجها الوحيد "ستار آكاديمي المغرب"، عندما أعادوا متبارية تونسية صوّت الجمهور لخروجها من المسابقة، وذلك لضمان مواصلة متابعة المشاهدين التونسيين للبرنامج، وبالتالي عدم المسّ بعائدات الإشهار. ولكن تبقى الأسئلة الأكثر خطورة تلك المتعلّقة بالمضمون "التثقيفي" لهذه القناة.

خطاب انتماء ثقافي مشوّه

صُعِق الكثير من التونسيّين لمّا علموا بما حصل مع "مروى التونسيّة" بطلة آكاديمية النجوم المشرقية التي عجزت أمام الملايين من المشاهدين عن معرفة المناسبة التي تصادف يوم 20 مارس في تاريخ بلادها. وتساءلوا عن المضمون الثقافي لهذا النوع من البرامج وإنعكاساته على وعي الأجيال الجديدة، خاصّة مع ما تبديه هذه الأخيرة من تعلّق بنجوم الأكاديميّات التلفزيّة.

ومع الإعلان عن ميلاد "نسمة تي في" تفاءل البعض خيرًا على ضوء تأكيدات أصحاب القناة على الرسالة الثقافية والحضارية لمشروعهم، إذ بشّروا في الندوة الصحفيّة التي عقدوها قبيْل انطلاق البثّ، بحرصهم على " الترويج للثقافة المغاربية وخاصة للجانب الحضاري والمستنير من هذه الثقافة". وشدّدوا على انّ قناتهم سوف تكون صارمة فيما يخصّ سلوكات "الطلاّب" وملابسهم ولن تسمح لكاميرات التصوير بإظهارهم في الأماكن والحالات "الحرجة".

لكنّ المتفحّص للمضمون الثقافي للقناة الجديدة لا يلبث ان يلاحظ الإنزلاقات الخطيرة التي سمح بها أصحاب القناة لأنفسهم في هذا الباب. فحتّى قبل مشاهدة القناة يتساءل المرء عندما يرى تلك اللوحة الإشهاريّة الضخمة بساحة برشلونة بالعاصمة، التي تعرّف القناة على أنّها " لا شرقيّة لاغربيّة، مغاربيّة"، عن النظريّات الجديدة في علوم التاريخ والحضارة التي إستند إليها كاتب هذه الجملة ليفصل منطقة المغرب العربي عن الشرق؟!، فهذا أمر يتجاوز حدود الإشهار التجاري ليتوغّل في مجال الإنتماء والهويّة الثقافية للنّاس. وهي مسألة جدّ حسّاسة ولا يمكن التعامل معها بهذا القدر من الإستخفاف والتساهل، إذ تدخل في ما يسمّيه الكاتب الفرنسي المتخصّص في مجال الإعلام فرانسوا برون "الزخرفة الخادعة لمجتمع الإستعراض" حيث "يزرع الخطاب الإشهاري في الوعي الجمعي علاقة بين الفرد والعالم تقوم على الإنخراط الحسّي ورفض التفكير. بما يؤسسّ لسيادة (قيم وثقافة) اللامُفكّر فيه".

وتقصّي ماهية "الهويّة المغاربيّة" التي تدّعي حملها هذه القناة، يمرّ ولاشكّ عبر اللغة المُستعمَلة في برامجها. إذ "يُفاجأ" المرء بالهيمنة الواضحة للثقافة واللغة الفرنسية على كلّ التفاصيل، فرمز القناة مكتوب بالحرف اللاتيني، كما يضطرّ المشاهد الى تقليد اللكنة الفرنسيّة لنطق "ستاغ آكاديمي ماغراب" وهو العنوان، ذي الأصل الإنقليزي،الذي اختاره لبرنامجهم أصحاب الآكاديميّة "المغاربيّة". أمّا عن لغة منشّطة البرنامج والمتسابقين فحدّث ولاحرج عن "فرانكوآرابيّتهم"، ف"بونسوار" الفرنسيّة أخذت مكان "مساء الخير" العربيّة بكلّ مشتقّاتها العاميّة، و"برافو" مكان "أحسنت"..، وحتّى الأغنية المميّزة للبرنامج المكتوبة بالعربيّة أضيف إليها بشكل مُسقَََط مقطع بالفرنسيّة. وغير ذلك من الأمور التي تجعلك تتساءل عن قيمة التضحيات التي بذلها الأباء والأجداد في مقاومة الإستعمار الفرنسي وإرساء الإستقلال بمختلف جوانبه، ومن أهمّها الإستقلال الثقافي. ولا ضرورة للتوقّف أيضًا عند الصفحات الإشهاريّة التي قد يخال المشاهد أنّها موجّهة للجمهور الفرنسي لا المغاربي.

برنامج وحيد من فئة "تلفزيون الواقع" المثير للجدل، ولغة هجينة تباعد بين لهجات بلدان المنطقة ولاتحافظ على طابعها العربي الأصيل. تلك هي إذن المكوّنات الأساسية للهويّة التي تبشّر بها هذه القناة المغاربية "قلبًا وقالبًا" والهادفة الى "إسعاد المشاهد المغاربي وترويج الثقافة المغاربية" كما يقول أصحابها. ممّا يطرح أسئلة جوهريّة وعاجلة حول علاقة قطاع الإعلام الخاصّ بالثقافة، وعن مدى التزام الدولة بالواجب المُناط بعهدتها في المحافظة على هويّة البلاد وثقافتها، في ظلّ غياب مدوّنة سلوك أو شرعة ايتيقية يُطلب من أصحاب القنوات والإذاعات إحترامها والتقيّد بقواعدها. وخاصّة مع اصرار السلطة السياسية على التمييز بين أصحاب المشاريع الإعلاميّة الخاصّة بمختلف أنواعها، وتغليب معيار الولاء والطاعة على جودة المضمون ونفعه للصالح العام.


(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة "الموقف" (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 406 بتاريخ 18 ماي 2007)

ror

عدد الرسائل : 681
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"نسمة تي في": قناة جديدة..لصناعة الوهم وفبركة الان Empty رد: "نسمة تي في": قناة جديدة..لصناعة الوهم وفبركة الان

مُساهمة من طرف souad 22.05.07 11:50

ناس تخدم على رواحها

وتصور فالفلوس

ياخي حسدتوهم على الشوية فلوس إلي يصور فاها

غيرهم ياخذ للفلوس من غير حتى ما يصورها. موش محتاج مصورة.
souad
souad

انثى
عدد الرسائل : 83
العمر : 38
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 29/03/2007

بطاقة الشخصية
بداية: 10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"نسمة تي في": قناة جديدة..لصناعة الوهم وفبركة الان Empty رد: "نسمة تي في": قناة جديدة..لصناعة الوهم وفبركة الان

مُساهمة من طرف ror 25.05.07 14:23

ناس تسرقلنا في فلوسنا


ناس تغطي في عين الشمس بالغربال

ناس ينشروا الفسق والمجون بين الشباب

ناس تحب تهلك البلاد

ربي يهلكهم

ror

عدد الرسائل : 681
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى