منتدى الحوار والإصلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعارضة التونسية وضبابية الأهداف

اذهب الى الأسفل

المعارضة التونسية وضبابية الأهداف Empty المعارضة التونسية وضبابية الأهداف

مُساهمة من طرف mohamed 20.06.07 12:36

تونس في 27/05/2007
بسم الله الرحمن الرحيم


المعارضة التونسية وضبابية الأهداف




بقلم : منير أبو جهاد

إن المتابع للمعارضة في تونس باختلاف مشاربها وبتضارب توجهاتها وبتعدد خلفياتها ودوافعها يحتار حيرة حقيقية بخصوص أهدافها وأهداف كل طرف فيها فتارة تراهم يهاجمون الفساد الإداري والمالي للبلاد وطورا ينتقدون سياسة الإقصاء والتضييق التي تمارسها الحكومة مع كل صوت حر في تونس وحينا تجدهم كرسوا أنفسهم مدافعين عن العدالة فيوجهون سليط لسانهم تجاه مؤسستي الأمن والقضاء باعتبارهما العدو الأول للعدالة والحرية في البلاد وأحيانا كثيرة يختزلون كل نقمتهم وغيظهم في شخص رئيس الجمهورية وعائلته وبعض أعوانه ويشبعونهم شتما وهمزا ولمزا وإذا تذكروا الانتخابات أخذتهم نوبة عصبية رفضا للرئاسة مدى الحياة. وعدم مصداقية العملية الانتخابية. فيحس من يراقبهم أن مشاكلهم كلها ستحل وأهدافهم كلها ستتحقق بمجرد خروج شخص الحاكم من الحكم...



بغض النظر عن أهداف المعارضة الجلية والغير جلية المباشرة والغير مباشرة لي أن أتساءل بصفتي مواطنا تونسيا أغار على بلدي ويهمني شأنه أهمية مصيرية عن الجدوى الفعلية لهذه المعارضة. هل وجدت فقط للشجب والتنديد بجرائم السلطة وتجاوزاتها مثلما هو حال الدول العربية من إسرائيل؟. أم أنها تعرض نفسها كبديل سياسي حقيقي للنظام القائم لها برامجها السياسية المختلفة عن برامج النظام الحاكم؟.



أما الغرض الأول فقد بلغنا منه ما بلغنا ولمسنا من نتائجه ما لمسنا من تشهير وفضح مما دعا الحاكم إلى التعامل بحذر مع العديد من القضايا وهو نشاط إعلامي محمود خاصة وأن ومن يقف خلفه ثلة قليلة العدد جدا من شباب تونس المناضل. وأما الغرض الثاني وهو مطلوب فعليا فهو للأسف بعيد المنال جدا... بل إن المعارضة التونسية هي أبعد ما يكون عنه. فالحاكم ليس أشخاصا ولا حزبا بل هو نظام كامل متكامل. نظام سياسي واقتصادي واجتماعي وإيديولوجي أيضا. والمعارضة لا تملك أية دراية ولا قاعدة تنطلق منها من أجل إرساء نظام جديد فضلا على أنها تفتقر وبشدة إلى الحد للأدنى من الامتداد الشعبي والعمق الاجتماعي. فهم أقرب للنبذ من طرف التونسيين من النظام الحاكم. ذلك أن الفساد الذي تعاني منه السلطة متغلغل في الشعب إلى حد كبير لذا فعامة الشعب تجد نفسها أقرب لهذا النظام الفاسد منه إلى معارضة مشتتة الإيديولوجيات والأهداف. وهذا ما يكرس القطيعة بين التيارات المعارضة وسائر الشعب التونسي في حين يكرس الفساد المستشري التواصل بين النظام والشعب. هذا إضافة إلى أن المعارضة لا تبذل أي مجهود للتواصل مع عامة التونسيين وليس في برامجها أي مخطط تخص به العامة فلا مشاريع إصلاحية ولا برامج توعية ولا نشاط ميداني قاعدي... فحتى الإتحاد العام لطلبة تونس فقد كل بريقه ونجح النظام الحاكم في جعله يتخبط في دائرة ضيقة جدا من الصراعات الإيديولوجية و أطماع الكراسي. ففقد الشباب الذين هم قلب الشعب النابض المنبر الوحيد الذي بقي ليصدح بمشاكلهم ويطالب بحقوقهم وأما باقي النقابات العمالية فلم تخرج كلها من دائرة المصالح الذاتية الضيقة...



خلال الستينات والسبعينيات كان بإمكاننا أن نرى بوضوح المعارضة الشيوعية وهي تتجلى في كل أشكال الحياة في تونس. في النقابات والجمعيات والمنظمات الشبابية وفي الشوارع والأزقة. فكانت معارضة حقيقية وبأهداف واضحة ومعلنة وجلية. وخلال الثمانينات ورث عنهم الإسلاميون فتجلوا في كل أشكال الحياة في تونس وكذا أهدافهم وبرامجهم... أما اليوم فنجد معارضة هي عبارة عن مزيج غير متجانس بالمرة من إسلاميين وقوميين وشيوعيين وعلمانيين... وانتهازيين أيضا. أعداء الأمس القريب صاروا متحدين. لكن أطراف مبتورة وإتحاد مبتور يكمن في طياته الخلاف والحقد القديم. فنجد معارضة لكن دون أي تجل لها في أي جوانب من جوانب الحياة الاجتماعية للشعب ودون أي برامج واضحة وجلية ودون أي أهداف حقيقية غير الشجب والتنديد والاستنكار والفضح والتشهير بجرائم النظام.
mohamed
mohamed
Admin

ذكر
عدد الرسائل : 517
العمر : 34
Localisation : Tunis
نقاط : 10
تاريخ التسجيل : 29/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى