ماذا يحدث في الاتحاد العام لطلبة تونس؟

ماذا يحدث في الاتحاد العام لطلبة تونس؟
تونس- سفيان الشورابي
كانت الاحتفالات السنوية التي تنظمها هياكل الاتحاد العام لطلبة تونس (المنظمة النقابية الطلابية الوحيدة في الجامعة)، كالعادة، مشحونة بالمفاجئات و التطورات المتقلبة. ففي غمرة التظاهرات و الندوات الهادفة لاستعادة أمجاد و تاريخ هذه المنظمة، و تذكّر إسهاماتها في عملية النضال الديمقراطي و التحرر الوطني، تحركت العديد من الفصائل السياسية الناشطة في الجامعة التونسية قصد بلورة رؤية متباينة للخروج من الأزمة التي ما تزال يعاني من نيرانها اتحاد الطلبة حاليا
فالاتحاد العام لطلبة تونس يعيش كما هو معلوم أزمة جوهرية و عميقة، منذ سنوات خلت. أفقدته توهّجه و انزلقت به في متاهات كثيرة و متشعّبة أدّت إلى فقدانه جماهريّته، والانحراف به عن لعب دوره الطّبيعي و الأصلي
و في حقيقة الأمر، كانت السلطة التونسية اللاعب الأول بامتياز في ترهّل المنظمة الطلابية و في جرّها للانخراط في صراعات بينية ثانوية. و في تعجيزها عن القيام بمهامها التأطيرية و التثقيفية، و الذود عن مصالح عموم الطلبة. و في نفس المنحى، ساهمت عوامل ذاتية من جانبها في تعميق مأزق اتحاد الطلبة، و تكريس حالة الاختناق التي يحياها. من ذلك أن العديد من الأطراف السياسية خيّرت، لأسباب كثيرة و عديدة، الانخراط يشكل مكثف و متجاوز للحدود المرسومة، في هياكل الاتحاد. و ذلك اتّقاء من جوْر السلطة من جهة، و تدْجينا له بغاية توظيفه في معاركها السياسية. وهو ما عاد بالوبال على الاتحاد، و ساهم في الوصول لوضعية الضعف و القصور التي يوصف بها اليوم.و إذا كان لا يخفى أمام أحد، وجود عدد من الإرادات الصادقة لإنقاذ هذا الهيكل من كذا وضْع. فان الهيمنة غير المبررة للأطراف السياسية المتواجدة في الجامعة، كانت لها الكلمة الفصل في سيطرة الخيارات القائمة و في الدفع في اتجاه عدد منها.
فاتحاد الطلبة، الذي يعرف منذ سنوات انقساما إلى شطريْن. يلفّ كل طرف منه جمْع من الفصائل السياسية الطلابية. و يتكلم أمينيْن عاميْن باسمه. و يديره مكتبيْن تنفيذييْن. استطاع في مستهل السنة الفارطة، تجاوز مثْل هذا الانشطار الذي لم يعد له أي دافع. و إذابة الهياكل في مؤتمر توحيدي يلتقي فيه الفرقاء. و يكون للصندوق الانتخابي الكلمة الأخيرة. وهو ما يعتبر بمثابة التحوّل الإيجابي لصالح جميع المكونات، على الأقل من جهة إعادة بناء هيكل متناسق، واحد، جامع للجميع
و مع بعض الهنّات، ورغم عديد العراقيل، تكوّنت القيادة الموحدة، بتمثيلية غالبية الأطراف الممثلة في هياكل الشقيْن. و ذلك بهدف الإعداد لهذا الموعد التاريخي. و التحضير المشترك لمستلزماته؛ من تكوين للجان فرعية، و طبع للانخراطات، و الإشراف على الانتخابات القاعدية، و الاستعداد لعقد هيئة إدارية، اثر ذلك، تقتصر مهمتها على الإعداد للمؤتمر القادم.غير أن هذه التفاهمات المُجمع عليها، وقع التخلي عنها من بعض الجهات، و على رأسها الأمين العام للشق المعترف به من قبل السلطة، السيد عز الدين زعتور. وهو ما اعتبره
فالأمين العام الذي تمّ تعيينه ناطقا رسميا للقيادة الموحدة، احتكر لنفسه طباعة الانخراطات، و رفض حلّ جميع الهياكل الوسطى التي انتخبها. و رأى بأن مهمة القيادة هي تزكية و دعم ما يقوم به.

و هو ما لقي الرفض من قبل كافة المجموعات السياسية الشريكة الأخرى، وعلى رأسها اتحاد الشباب الشيوعي التونسي، التي تشبثت بإلغاء جميع الهياكل السابقة و إعادة طبع انخراطات جديدة. و اعتبروا بأن تبرير السيد عز الدين زعتور الذي يرفض السماح للقيادة الموحدة بتوزيع الانخراطات، لكون ذلك سيفقده اعتراف سلطة الإشراف به و بمكتبه التنفيذي إذا ما تخلى عن المهام التقنية لفائدة القيادة الموحدة، فاقد لأي أسس. باعتبار أن السلط لا يمكن أن تعترف بما يجسد الخيارات الشعبية و الديمقراطية. و أن فرض اعترافها بقيادة الاتحاد يمرّ عبر تعبئة الجماهير الطلابية و التفافها حوله. و تفعيلا لهذا الخيار، دافع نائب الأمين العام للشق الآخر، السيد علي فلاح عن تمسكه بهياكل التصحيح. و بضرورة تنشيط هياكله ومزيد الالتزام بمشاغل الطلاب، في صورة تشبث الطرف الآخر بمواقفه.
و في إطار نفس هذه التجاذبات، ما تزال عدد من مكونات الساحة السياسية التي خيرت النشاط خارج هياكل اتحاد الطلبة، تدافع عن عدد من الرؤى التي تعتقد في قدرتها على حلّ جزء من أزمة الهياكل الطلابية. ففصيل الطلبة الوطنيون الديمقراطيون متشبثون بفكرة عقد مؤتمر استثنائي، يُنقذ حسب منظورهم المنظمة الطلابية من الازدواجية الهيكلية و يقطع مع الإفرازات التي أنهكت بنيانه

فهذه المجموعة التي ترفع شعار القطع مع الأطراف التي سمتها بـ"اليمينية و المشبوهة و المرتبطة مع السلطة". ترى في المؤتمر التوحيدي عملية استبدال لتشكيلة "انتهازية" بأخرى وفية للنظام الرامي لتدجين الوعي الطلابي. و تتمسك في هذا الشأن ببلورة أرضية سياسية نقابية دنيا توحّد الأطراف بغاية عقد المؤتمر الاستثنائي.
و من وراء كل ذلك، يؤجل الحديث – من طرف الجميع- عن مصالح و اهتمامات عموم الطلبة. و يُغيّب الآلاف منهم عن تقرير مصير الهيكل الذي ناضلت أجيال من أجل بقائه، و الذي من المفروض أن يكون الوعاء السليم القادر على قيادة المعركة في صالحهم. فمتى تعرف الأطراف السياسية بأن الاتحاد العام لطلبة تونس لم يعد يحتمل المزيد من الضغوطات؟

ربي يهدي

متى ستتحد أيها الاتحاد
فقد أصبحت ساحة للصراعات
لملم شملك فربما تعيد لنفسك الأمجاد
و ترجع الى سالف عصرك
و تعود الى النضال و الصمود
طلبتنا في انتظارك فلا تخيب الأمال

:?:

:pirat:

أصبحت الجامعة محلا للعصابات

العنف يتبعه العنف

تجاوز الأمر الخلاف الفكري والعقدي

وتطور لصراع جسدي ومعارك بالهراوات والعصي

للأسف