دراسات وبحوث: نحو فاعلية أفضل في العلاقة بين الدعوة والسياسة

تتناول هذه الدراسة عدد من الإشكاليات الفكرية التي تحيط بالحركات الإسلامية والتي يكثر الجدل حولها داخل الصف الإسلامي وخارجه، والذي نقصده من هذه المحاولة هو المساهمة في البحث عن سبل التطوير لمواجهة التحديات الجديدة التي تواجه مشروع نهضة الأمة والتي يجب على الحركة الإسلامية أن تلتزم بها بكل جرءة
وفاعلية إن أرادت مواصلة السير نحو الهدف بما يضمن مكتسبات الماضي ويفتح آفاق المستقبل، ويمكن أن نجمل بعض هذه الإشكاليات فيما يلي:

1 ـ ما هو السبيل لحماية مكتسبات الدعوة الإسلامية وصيانتها من التأثر السلبي بتحولات الشأن السياسي وجعلها في موقع الريادة بين مختلف مؤسسات الصحوة الإسلامية ؟
2 ـ كيف يمكن أن توجه مؤسسات الدعوة الإسلامية للتركيز على الوظائف المركزية في التغيير لا سيما ما يتعلق بالجوانب الفكرية والتربوية والاجتماعية بما يؤدي إلى تأهيل عموم الناس لمناصرة المشروع السياسي الإسلامي مناصرة واعية ومستقرة ؟
3 ـ أين هو مجال الاجتهاد في الجانب التنظمي والهيكلي الذي يسهل على عموم الناس الالتحامبالحركات السياسية الإسلامية ويشجعهم على تحمل المسؤولية فيها ومعها، ويمكنهم من ممارسة حقهم في الإصلاح السياسي في داخلها وبواسطتها، وفق قواعد عامة يعلمها الجميع.
4 ـ هل يمكن تحويل التنافس السياسي بين الأحزاب في العالم العربي والإسلامي من تنافس إسلامي علماني معيق للنهضة إلى تنافس داخل مشروع الأمة يضمن التراكم الحضاري؟
5 ـ ماهي الآلية العملية التي تسهل مشروع الإصلاح السياسي وفق ثوابت الأمة وتفوت الفرصة على الأنظمة الحاكمة للبقاء في الحكم بواسطة التخويف من الإسلاميين؟
6ـ كيف يتم تفعيل المشروع السياسي الإسلامي وما السبيل لرفع مستوى أداء الأحزاب والمؤسسات العاملة في الجبهة السياسية، وكيف يمكن تحريرها منالتردد في اقتحام السبل الموصلة للتغيير ضمن الإطار العام للمباد ئ
إسلامية؟
7 ـ هل يمكن إضعاف التأثير الخارجي المناهض لمشروع الأمة في التنافس على الحكم في البلاد الإسلامية؟ وكيف يصبح الرأي العام الداخليوأصوات الناخبين هما الأصل في عملية التداول على الحكم؟
8 ـ ما هو السبيل لدفع المجتمعات الإسلامية إلى الإيجابية والفاعلية ولتكون مؤهلة لأداء دورها الحضاري من خلال القطاع التطوعي كما حدث ذلك في بناء الحضارة الإسلامية الأولى؟ وكيف يمكن لهذا القطاع أن يكون ناميا ومتنوعا وتلقائيا ومؤثرا؟ لا نزعم بأننا سنصل في هذا البحث إلى الإجابة عن كل الإشكالياالمذكورة فالموضوع يحتاج إلى جهد أكبر، وإنما الذي سنقوم به هو محاولة لدراسة المشكلات الكبرى التي تعاني منها الحركة الإسلامية والتي في رأينا هي أصل كل الإشكاليات الأخرى، نحاول فحصها وفهم أبعادها ثم نقترح ما يناسبها من حلول بقدر ما يوفقنا الله إليه، ونتوقع ابتداء بأن ما سنعرضه في هذه الورقة سيثير نقاشا كبيرا نرحب به لأن النقاش والحوار هما الطريق لتسديد الفكر، وقد سعدت بملاحظات جليلة استفدتها من عدد معتبر من كبار مفكري الأمة وقادتها وعلمائها ورواد التفكير الاستراتيجي فيها في الملتقيات الدولية التي عرضت فيها الموضوع أو في المناقشات الثنائية والجماعية التي ساقتها الأقدار الطيبة في عدد من الأقطار. ومن العلماء والمفكرين المعروفين الذين عرضت عليهم الأمر، بشكل كامل بالنسبة للبعض وفينقاش مجتزئ بالنسبة لآخرين: محمد أحمد الراشد، راشد الغنوشي، الشيخ ياسين رئيس التجمع اليمني للإصلاح، أحمد اليادومي الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح، عبد المجيد النجار، أحمد جاب الله، سعد الدين العثماني، جمال أحمد منصور، خالد مشعل، موسى أبو مرزوق، عماد الدين شاهين.
الموضوع:د.عبد الرزاق مقري