منتدى الحوار والإصلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفجيرات الجزائر الدموية ودلالاتها

اذهب الى الأسفل

تفجيرات الجزائر الدموية ودلالاتها Empty تفجيرات الجزائر الدموية ودلالاتها

مُساهمة من طرف عمر 12.12.07 10:53




12/12/2007تفجيرات الجزائر الدموية ودلالاتها 11e27
يحمل الهجوم الذي استهدف مقرا للامم المتحدة في العاصمة الجزائرية يوم امس، واسفر عن مقتل اكثر من خمسة وعشرين شخصا بصمات تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي، لان هذا التنظيم الفرع، مثله مثل التنظيم الام، يصنف المنظمة الدولية علي انها اداة في يد الولايات المتحدة الامريكية، طالما هاجمها في ادبياته، سواء تلك المنشورة علي شبكة الانترنت، او من خلال الاشرطة المصورة والصوتية للدكتور ايمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم.
لقد كان من الطبيعي ان يواجه مثل هذا الاعتداء بالادانة الشديدة من قبل جميع حكومات المنطقة والعالم، فالضحايا كانوا من الابرياء، لا علاقة لهم بما يجري حولهم من خلافات ومواجهات دموية بين الحكومة والجماعة السلفية للدعوة والقتال التي بايعت تنظيم القاعدة ، واعلنت انضمامها تحت لوائه.
استهداف الابرياء، وبهذه الطريقة الدموية البشعة، يكشف عن عقلية متعطشة للدماء، هدفها التخريب والترويع، وتقديم صورة مشوهة للاسلام والمسلمين، لان العقيدة الاسلامية تحرم سفك دماء الابرياء، وازهاق ارواح المسلمين مهما كانت الاسباب، ولا نعتقد ان هناك اي سبب لمثل هذا القتل العشوائي.
فالضحايا الذين سقطوا من جراء هذا التفجير كانوا في معظمهم من المسلمين، والجزائريين علي وجه الخصوص، الذين يشكلون اغلبية العاملين في مكاتب المنظمة الدولية المستهدفة بعملية التفجير الدموية هذه.
ان تزايد عمليات تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي في الاشهر الاخيرة يكشف عن مدي قوته، واكتسابه خبرات جديدة، واتساع شبكة انصاره، وسهولة الوصول الي الاهداف التي يريد الوصول اليها، الامر الذي يثير القلق، وينبيء بايام صعبة مقبلة بالنسبة للحكومة والامن الجزائريين.
الجزائر عاشت مرحلة من الهدوء والاستقرار النسبي في الاعوام الخمسة الماضية، حيث تراجعت اعمال العنف بشكل ملحوظ بسبب السياسات التي اتبعتها الحكومة سواء في الميدان الامني، او من خلال مبادرات العفو المتتالية، وهي المبادرات التي دفعت المئات، وربما الآلاف من عناصر الجماعات المسلحة لالقاء السلاح، والاستفادة من العفو، والعودة الي الحياة المدنية، والانخراط في الحياة السياسية بطرق سلمية اذا ارادوا ذلك.
هذه التفجيرات المتوالية تشكل انتكاسة لجهود المصالحة في الجزائر، وعملية التنمية بشقيها السياسي والاقتصادي التي حققت نجاحات كبيرة علي الارض، من ابرز ثمارها تسديد ديون البلاد الخارجية، وتقليص الفساد الي معدلاته الدنيا، وتوفير الوظائف لاعداد كبيرة من العاطلين عن العمل، واجراء انتخابات نيابية ورئاسية اتسمت بنسبة معقولة من الشفافية والحرية النسبية، مقارنة بمثيلاتها في بلدان العالم الثالث الاخري.
وصول مفجري تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي الي مقر الحكومة وسط العاصمة، والمجلس الدستوري، واخيرا مقرات الامم المتحدة في غضون اشهر قليلة يتطلب اجراء مراجعة شاملة لكل الاجراءات الامنية، والاستراتيجيات المتبعة لمواجهة التطرف لمعرفة مواقع الخلل، والاسباب التي ادت الي اتساع قوة التنظيم وتطور قدراته التفجيرية، فالحلول الامنية وحدها لا تكفي، بل قد تعطي نتائج عكسية تماما.
خطر هذا التنظيم لا ينحصر في اعادة الجزائر الي دائرة العنف والقتل والتفجيرات الدموية فقط، وانما في الاقتراب من الساحل الاوروبي من البحر المتوسط، خاصة اذا نجح في تجنيد بعض العناصر المحبطة والمتطرفة في اوساط الجاليات المغاربية المقيمة في الشمال الاوروبي. ولذلك لا نستغرب اذا شعرت دول اوروبية مثل فرنسا واسبانيا بالكثير من القلق بعد تواتر انباء التفجيرات الدموية التي وقعت امس في الجزائر العاصمة.

نقلا عن القدس العربي
عمر
عمر

ذكر
عدد الرسائل : 1009
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 06/09/2007

http://abouala.maktoobblog.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى