منتدى الحوار والإصلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الى الذين انخدعوا بصمت القاعدة ،

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الى الذين انخدعوا بصمت القاعدة ، Empty الى الذين انخدعوا بصمت القاعدة ،

مُساهمة من طرف ظلال السيوف 28.01.08 18:11

لقد انخدع كثير من السذّج ، الحمقى ، بصمت القاعدة. .إنّهم يعتقدون أنّ الحرب معارك وراء معارك وضربات تلو الضربات لا يهدأ دويّها ولا ينقشع أبدا غبارها حتّى تحسم بانتصار أحد الطرفين. وان دلّ على هذا على شيء فيدلّ على أنّ أصحاب هذه العقليّات المتحجّرة والتفكير السطحي متأثّرون بأفلام " الأكشن" ومدمنون على مشاهدتها ، غارقون في خيالها حتّى صارت هي التي تصوغ أفكارهم ويزنون الأمور بميزانها.. لقد تعوّدوا وفهموا من الأفلام الهوليودية التي تشبّعوا بأفكارها وتأثّروا بسرابها أنّ البطل لابدّ وأن يقضي على أعدائه في لمح البصر ومن غير أن تصيبه شوكة أو رصاصة وكم يحزنون بل وينفجرون غضبا إذا تخلّل الفيلم مقطع إشهار لا يدوم سوى بضع ثواني ، فهم لا يتحمّلون انتظار النّهاية أكثر بل لابدّ من مشاهدة أحداث الفيلم تمرّ متتاليّة وبسرعة من غير انقطاع ولا انتظار حتّى تنشرح صدورهم وتهدأ نفوسهم المضطربة بروعة تلك النّهاية التي يروا فيها " بطلهم" يحسم المعركة لصالحه.

هذه هي طريقة تفكيرهم ، وهذا هي حقيقة عقولهم.

لقد صفّقوا للقاعدة يوم أن زلزلت أركان هبل العصر في الـ11 عشر من سبتمبر ، وانتظروا الضربة الثانيّة التي ستقضي على أمريكا والى الأبد وما إن طال بهم الأمد حتّى انقلبوا كالأفعى ضدّ القاعدة يسبّونها ويسفّهون أحلام قادتها ويستهزءون بهم : أهذه القاعدة ؟ أين هي؟ لقد اندثرت في جبال تورا بورا ، لم يعد لها وجود ، مساكين ، لقد اعتقدوا أنّهم سيهزمون أمريكا.

لو قرأ هؤلاء التاريخ " إن كانوا يقرأون" واستوعبوا أحداثها " إن كانت لهم عقول" لعرفوا أنّ طريق التمكين شاقّ وطويل قد يمتدّ إلى سنين طويلة وقد لا يقطف ثمرة " جهاد وتضحيّات الأبطال" إلاّ الجيل الذي سيأتي من بعدهم والذي تشبّع بأفكارهم واتّبع سبيلهم.

لقد خرج نبيّ الإسلام عليه الصلاة والسلام من مكّة مهاجرا بدينه ، ولم يعد ليحسم المعركة مع أعدائه إلاّ بعد مضي سنوات.

كما هرب موسى عليه السلام من فرعون، وغاب عن مواجهته لسنوات طويلة، ثمّ عاد وانتصر ..

ولكنّكم تستعجلون كما قال عليه الصلاة والسلام.

هذا هو الطريق ، وهذه هي طبيعته..

إنّها ليست رحلة سياحيّة ، وليست فيلما هوليوديا ..
إنّها حرب حقيقية ، بين حضارتين عظيمتين لا تستطيع عقول أصحاب أفلام الأكشن تصوّرها فضلا على أن يحشروا فيها أنوفهم ليعلّقوا على أحداثها.

مالا يفقهه هؤلاء ولن يفقهوه أنّ الصراع القائم اليوم بين أمريكا من جهة والقاعدة من جهة أخرى ليس صراعا عابرا فرضته الظروف وعمّأ قريب سيحسم الزمن المعركة لصالح الطرف الأقوى ثمّ ينتهي الصراع والى الأبد.

بل إنّ الصراع القائم اليوم هو بين حضارتين عظيمتين ستمتدّ الحرب بينهما إلى زمن غير زماننا ، ومالقاعدة في الحقيقة ليست سوى طائفة من طوائف المسلمين رأت في نفسها القدرة على مجابهة أمريكا عدوّة الإسلام الأولى ليس في حرب تقليديّة وإنّما بضربات نوعيّة وحرب عصابات طويلة الأمد تستنزف بها قوّتها وتهدم بها اقتصادها دفاعا عن شرف الأمّة ودينها وكدليل على حياة الأمّة بعد أن ظنّ العدو أنّها ماتت ولتعبّد الطريق للجيل المسلم القادم ولتهىء له أسباب النّصر الكونيّة.

القاعدة لم تصرّح يوما من الأيّام أنّها ستحسم المعركة مع أمريكا وقوى الكفر الأخرى بل إنّها دائما تشير في خطابات قادتها وبياناتهم أنّ المعركة الحقيقيّة المصيريّة الكبرى هي للجيل المسلم القادم فهو الذي سيحمل راياتها ويحسم نهايتها وماهي ليست إلاّ طليعة تمهّد له الطريق وتزيح له بعض العقبات في انتظار المرحلة التالية ، مرحلة الهرج وانفلات النّظام العالمي.

ومن المؤسف أن تغيب هذه الفكرة عن أذهان بني جلدتنا ويتفطّن لها الأعداء ولهذا نجدهم لا يقتصرون في حربهم مع القاعدة على الجانب العسكري وحسب بل تواكبه أيضا حملة إعلاميّة فكريّة منهجيّة مكثّفة وشرسة لكي يسدّوا الطريق أمام أفكار ومنهج القاعدة التي بدأ تنتشر وبقوّة بين شباب الأمّة حتّى لا يتبنّاها ثمّ يجسّدها.

إنّهم يعلمون أنّ هذا هو هدف القاعدة ، لأنّهم هم أيضا ينطلقون من منطلق ديني علموا منه أنّ المعركة الحقيقيّة الفاصلة ليست هذه وإنّما هي تلك التي على الأبواب ، في المرحلة التالية ، في الزمن القادم القريب ولهذا فهم يعملون على أساسه لتلك المرحلة الفاصلة الحبلى بالملاحم .

إنّ الصراع القائم اليوم بين القاعدة وأمريكا ماهو إلاّ فتيل حرب لصراع مصيري كبير على الأبواب تشيب له الولدان ، سواء صدّق " الحمقى " هذه الحقيقة أو كذّبوها ، ومهما حاول المتخاذلون الحمقى أشباه الرجال تفادي هذا الصراع الحضاري الذي فرض نفسه أو أغمضوا أعينهم عن حقائقه فانّه " والله" آت لا محالة ، وهاهي بوادره تلوح في الأفق ووميض شرره ترى من بعيد وما على المسلم الكيّس الفطن إلاّ أن يكيّف حياته وفق هذه التحدّيات الضخام استعدادا لتداعيات المستقبل القادم الرهيب.

فهل يعقل شبابنا هذا؟؟


الشيخ سفيان الداراني

حفظه الله

الى الذين انخدعوا بصمت القاعدة ، User_offline الى الذين انخدعوا بصمت القاعدة ، Reports
ظلال السيوف
ظلال السيوف

ذكر
عدد الرسائل : 755
Localisation : دنيا فانية
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 29/08/2007

بطاقة الشخصية
بداية: 21

http://www.tawhed.ws

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الى الذين انخدعوا بصمت القاعدة ، Empty رد: الى الذين انخدعوا بصمت القاعدة ،

مُساهمة من طرف قول الصوارم 29.01.08 10:42

نعم أخي نحن نعقل هذا,
قال عز و جل: "يا أيها الذين ءامنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون"

قول الصوارم

ذكر
عدد الرسائل : 432
العمر : 39
Localisation : هنا
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 26/12/2007

بطاقة الشخصية
بداية: 10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى