منتدى الحوار والإصلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السبيل إلى العزة والتمكين4

اذهب الى الأسفل

السبيل إلى العزة والتمكين4 Empty السبيل إلى العزة والتمكين4

مُساهمة من طرف heeedi 29.01.08 11:29

قاعدة الموازنه
بين الحسنات والسيئات



من الغريب ان
الله تعالى يقول :(
إن الله مع الذين اتقوا ) { النحل 128} , وبعض الناس يريد ‘لغاء شرط
التقوى , ويقول : مهما كان في المسلمين من تقصير فهم منصورون ؛ لأن عدوهم شر منهم
, فهو شيوعي أو علماني , أو صهيوني , أو صليبي حاقد ...!!!



وهكذا تعمل
قاعدة الموازنات عملها السيئ في الامه , حتى تذرهم ينسجون خيوطا من اوهام الامجاد
والعز , وكأنهم يريدون حذف تلك الآيات من المصحف , بل كانهم يريدون ان ياصموا ربهم
؛ إذ لم يعمل ههنا بقاعدة الموازنات , التي مقتضاها أن ينصر المسلمين دائما ؛ ما
دام الكفار شرا منهم بلا شك !!



روى الإمام أبو
نعيم في الحلية [5/303] من طريق ابن المبارك، عن مسلمة بن أبي بكر، عن رجل من
قريش: " أن عمر بن عبد العزيز عهد إلى بعض عماله:



عليك بتقوى الله
في كل حال ينزل بك، فإن تقوى الله أفضل العدة، وأبلغ المكيدة، وأقوى القوة، ولا
تكن في شئ من عداوة عدوك أشد احتراساً لنفسك ومن معك من معاصي الله، فإن الذنوب
أخوف عندي على الناس من مكيدة عدوهم، وإنما نعادي عدونا، ونستنصر عليهم بمعصيتهم،
ولولا ذلك لم تكن لنا قوة بهم، لأن عددنا ليس كعددهم، ولا قوتنا كقوتهم، فإن لا
ننصر عليهم بمقتنا لا نغلبهم بقوتنا.



ولا تكونن
لعداوة أحدٍ من الناس أحذر منكم لذنوبكم، ولا أشد تعاهداً منكم لذنوبكم، واعلموا
أن عليكم ملائكة الله حفظةٌ عليكم، يعلمون ما تفعلون في مسيركم ومنازلكم، فاستحيوا
منهم، وأحسنوا صحابتهم، ولا تؤذوهم بمعاصي الله، وأنتم زعمتم في سبيل الله.



ولا تقولوا إن
عدونا شرٌ منا، ولن يُنصروا علينا وإن أذنبنا، فكم من قوم قد سُلط – أو سُخط –
عليهم بأشر منهم لذنوبهم، وسلوا الله العون على أنفسكم، كما تسألونه العون على
عدوكم، نسأل الله ذلك لنا ولكم.



وارفق بمن معك
في مسيرهم، فلا تجشمهم مسيراً يتعبهم، ولا تقصر بهم عن منزل يرفق بهم، حتى يلقوا
عدوهم والسفر لم ينقص قوتهم ولا كراعهم، فإنكم تسيرون إلى عدو مقيم، جام الأنفس
والكراع، وإلا ترفقوا بأنفسكم وكراعكم في مسيركم يكن لعدوكم فضل في القوة عليكم في
إقامتهم في جمام الأنفس والكراع، والله المستعان.



أقم بمن معك في
كل جمعة يوماً وليلة لتكون لهم راحة يجمون بها أنفسهم وكراعهم، ويرمون أسلحتهم
وأمتعتهم، ونح منزلك عن قرى الصلح، ولا يدخلها أحد من أصحابك لسوقهم وحاجتهم، إلا
من تثق به وتأمنه على نفسه ودينه، فلا يصيبوا فيها ظلماً، ولا يتزودوا منها إثما،
ولا يرزؤون أحداً من أهلها شيئاً إلا بحق، فإن لهم حرمةً وذمةً ابتليتم بالوفاء
بها كما ابتلوا بالصبر عليها، فلا تستنصروا على أهل الحرب بظلم أهل الصلح.



ولتكن عيونك من
العرب ممن تطمئن إلى نصحه من أهل الأرض، فإن الكذوب لا ينفعك خبره وإن صدق في
بعضه، وإن الغاش عينٌ عليك وليس بعينٍ لك ".



قلت: بهذه
الخطبة البديعة بين عمر بن عبد العزيز رحمه الله خطورة هذه القاعدة، لأنها تعمل
على وأد النقد الذاتي وحرمان المسلمين من محاسبة أنفسهم، فكيف بالاطلاع على عيوبهم،
إذا لا يزال أهلها يشعرون بأنهم أتوا من قبل عتو عدوهم، لا من قبل أنفسهم.



ومن ثم يتبرع ((
للمجاهدين )) بقداسة تشبه العصمة، ومن جاء يصحح صاحوا فيه: مثبط! مثبط!



ومن جاء ينتقد
حاصوا منه وأسروا مجمعين: عميل! عميل!



ولهذا كان قول
عمر بن عبد العزيز رحمه الله السابق: " ولا تقولوا إن عدونا شر منا .. "
حجةً قويةً لإسقاط هذه القاعدة الغوية، ولا يزال المسلمون يقرؤون القرآن، فيجدون الله
يعلق النصر على التقوى والصبر والصلاح، كمثل قوله تعالى: ((
وإن تصبروا
وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً
)) [آل عمران:120]، وقوله: (( بلى إن تصبروا وتتقوا
ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين
))[آل عمران:125]،
وقوله: ((
وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور )) [آل عمران:186].


وإذا كان هؤلاء
يوجبون على المسلمين أن يؤيدوا كل الثورات المزعوم أنها إسلامية، بحجة الولاء
للمسلمين والبراء من الكافرين، فهل يجرؤون على أن يوجبوا على الله أن ينصر المسلمين
على ما فيهم، وأن يلغي شرط التقوى والإخلاص والمتابعة؟



وإذا كانوا
يشنعون على أهل السنة محاسبتهم الناس في عقيدتهم، فهل يفعلون هذا مع ربهم الذي لم
يسكت قط عن محاسبة المجاهدين في أدنى الأخطاء؟



ففي غزوة بدر
رأى النبي صلى الله عليه وسلم مفاداة الأسرى دون قتلهم، ذلك قبل تشريعها، فنزل
قوله تعالى: ((
ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يُثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا
والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتابٌ من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب
عظيم
)) [الأنفال:67-68].


وقد عد عمر بن
الخطاب رضي الله عنه ما وقع في هذه القصة أحد سببي هزيمة المسلمين يوم أحد كما في
مسند أحمد وصحيح مسلم، فقال: " لما كان يوم أحد من العام المقبل، عوقبوا بما
صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون، وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم عنه، وكُسرت رُباعيته، وهُشمت البيضة على رأسه، وسال الدم على وجهه.. ".



ومذهب المزانة
بين الحسنات والسيئات معناه عند مخترعيه في هذه الأيام: النظر في أحوال الرجل
المراد انتقاده، ثم ذكر حسناته إلى جنب سيئاته، وزعم أصحابه أن الإنصاف لا يتم إلا
بهذا، فطعنوا بهذه القاعدة الغريبة في السلف الصالح من الفقهاء والمحدثين، الذين
لا يزالون يجرحون من يستحق التجريح دون تعرضٍ لذكر حسناته، ولا يرون ذلك لازماً
لهم.



بل قرأت لبعضهم
دعوى أنه لا يجوز ذكر مبتدعٍ بما عليه إلا بذكر ما له، بل سمعت بعضهم وقرأت لآخرين
دعوى أن يجب تطبيق هذه القاعدة حتى مع الكفار، وزعموا أن الله يذكر حسنات الكفار
مقابل سيئاتهم لينصفهم! بل اشتطوا في الأمر حتى زعموا أن الله لم يكتف بذكر مساؤى
الخمر والميسر حتى ذكر حسناتهما فقال: ((
قل فيهما إثمٌ كبيرٌ
ومنافع للناس..
))، الآية [البقرة:219]!!


وهذه القاعدة ما
وضعوها إلا لحماية البدع وأهلها وذلك أن بعض المنتسبين إلى السنة تربوا بين
أحضان أهل البدع، حتى إذا أحبتهم قلوبهم وأشربت بعض بدعهم، ثم جاءت سهام السنة ترفع
اللثام عن دعوات متبوعيهم، قالوا: لا تنسوا حسناتهم!



وبهذا التميع لم
يبق صاحب بدعة إلا ستروه، حتى الرافضي، اللهم إلا حركيي جزئرة العرب، فإن منهم من
استثنى الروافض! على أنهم إذا انتقوا أهل السنة السلفيين لم يراعوا لهم ذمة، ولا
عرفوا لهم حسنة!!



وكان من مساؤى
هذه القاعدة تأييد جميع الثورات المزعوم أنها إسلامية، بزعم أن الذين يواجهونهم
كفارٌ أو علمانيون، ولم يراعوا في ذلك شروط الجهاد، ولم يتبينوا حال المزعوم أنهم
مجاهدون، بل يكفي عندهم رفع راية الإسلام، أي إسلام!!



ويا ويح من يسأل
عن عقيدة هؤلاء، فإن هذا ليس وقته عندهم!



أما أن يسأل عن
اتباعهم للسنة وعملهم بالحديث، فهذا أبعد من أن يتباحثوه!!



ومسألة الموازنة
هذه فندها أهل العلم وخير من كتب فيها – فيما علمت – العلامة ربيع بن هادي المدخلي
في كتاب (( منهج أهل السنة والجماعة في نقد الكتب والطوائف والرجال ))، فارجع إليه
فإنه نفيس!






الخلاصة


يجب على
المسلمين أن يحققوا لدرك عزهم شرطين في أنفسهم:



الأول: هو
الإعداد الإيماني.



والثاني: الإعداد
المادي.



القسم الأول: هو
إخلاص الدين لله.



والقسم الثاني:
هو تجريد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.



ونستفيد من غزوة
حنين أن المقاتلين إذا كانوا على سلامة المعتقد وصدق الالتزام بالسنة، ثم ظهر منهم
شئٌ من العجب – والعجب قد يصل إلى القلب فيفسد إخلاصه – حُرموا النصر، فكيف إذا
كانوا على معتقد غير سليم من أصلهم؟!



ونستفيد من غزوة
أحد أن المقاتلين إذا كانوا على معتقدٍ سليم وصدق الالتزام بالسنة، ثم خالفوا
الرسول صلى الله عليه وسلم حُرموا النصر، فكيف إذا كانوا مفارقين للسنة من أصلهم،
منتسبين إلى طائفةٍ مبتدعة من نشأتهم؟!



فهذا في
المتابعة، وذاك في التوحيد، وقد عاقب الله كلا الطائفتين، مع أن الرسول صلى الله عليه
وسلم وصالح المؤمنين كانوا معهم يقاتلون، ومع أن مخالفتهم لم تنقض المتابعة ولا
التوحيد، فاعتبروا يا أولي الأبصار!



هذا ونسأل الله
عز وجل أن يشرح صدورنا للحق، وأن يهدينا سواء السبيل، وأن يجمع شـملنا، وأن يرأب
الصدع الذي بيننا، وأن يوفقنا لطاعته، وحسن عبادته، ولذكره، وأن يجمع كلمة المسلمين
على ما يحب ويرضى.



اللهم أرنا الحق
حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.



{ربنا ظلمنا
أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
}


{ربنا إنك من
تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار. ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان
أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار.
ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد
}


{ربنا لا
تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم
}


{ربنا اغفر لنا
ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك
رؤوف رحيم
}


اللهم انصر
الإسلام والمسلمين، واجعل الدائرة السيئة على عدوك وعدوهم.



هذا، واستغفر
الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

heeedi

ذكر
عدد الرسائل : 228
Localisation : تونس
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 16/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى