منتدى الحوار والإصلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ديوان أحمد مطر

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 11:32

je commence un sujet dans le but de rassembler les oeuvres complétes du grand poéte arabe Ahmad Matar. J''espére que tout les forumiens vont y participer
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 11:35

عن الشاعر
ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي.
وكان للتنومة تأثير واضح في نفسه، فهي -كما يصفها- تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، واشجار النخيل التي لا تكتفي بالإحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها، وتدلي سعفها الأخضر واليابس ظلالاً ومراوح.
وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.
وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.
وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.
ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.
ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال، قريباً منه على مرمى حجر، في صراع مع الحنين والمرض، مُرسّخاً حروف وصيته في كل لافتـة يرفعها.
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 11:51

الإنـذار الأخير


يا أيُّها البَرامِكَهْ :
مَن وََضَعَ السِّتْرَ لَكُمْ
بِوُسْعهِ أن يَهتِكهْ .
وَمَن حَباكُمْ بِدَمٍ
مِن حَقِّهِ أن يَسفِكَهْ .
قد تَركَ الماضي لكم عَبْرَتـه
فلتأخُذوا العِبْرَةَ مِمّا تَركَهْ .
أَنـتمْ على الأرضِ ..
فكونوا بَشَراً
واشترِكوا في حُلْوِنا وَمرِّنا
وأشركونا مَعكُمْ في أَمْرِنا
مِن قَبل أن تضطَّركُمْ
سِياطُ أَمْرِ (الأَمْركَهْ) .
أو فارجعوا إلى السّماواتِ العُلى
إذا زَعَمتُمْ أَنّكُمْ مَلائكهْ !
الآنَ ما عادَ لَكُمْ
أن تُوجِزوا أصواتَنا
بِقَرقَعاتِ التَّنَكَهْ
أو تَحلبوا النُّورَ لَنا
مِنَ اللّيالي الحالِكَهْ .
عُودوا إلى الواقِعِ كي لا تَقَعُوا
وَحاوِلوا أن تسمَعوا وأن تَعُوا :
كُلُّ الثّراءِ والثّرى
مِلْكَُ لَنا
وكُلُّكُمْ مُوظّفونَ عِنْدَنا.
فَلْنَمشِ في مُعتَركِ السَّلْمِ مَعَاً
كي تَسْلَموا مِنّا بِوَقتِ المعركهْ .
أَمّا إذا ظَلَّ قُصارى فَهْمِكُمْ
لِفكرةِ المُشارَكَهْ
أن تجعلوا بلادَنا شَراكَةً ما بـينَكُمْ
وَتجعلونا خَدَماً في الشّركَهْ
وتُورِثوها بَعَدكُمْ
وتُورِثونا مَعَها كالتَّركَهْ
فَلْتبشِروا بالتـهلُكَهْ !
وَإن تَناهَتْ قِسمةُ الأدوارِ
فيما بـينَنا
أن تأخُذوا القاربَ والبَحْرَ لكُمْ
والشَّبَكَهْ
وَتَمنحونا، كَرَماً، في كُلِّ عامٍ سَمَكَهْ !
فَلْتَبشِروا بالتـهلُكهْ !
وإن غَدا الإصلاحُ في مَفهومِكُمْ
أن تُلصِقوا طَلْسَمَ (هاروتَ وماروتَ)
على عُلْبة سَرْدينٍ
لِتَغدو مَمْلكَهْ ..
فلتبشِروا بالتـهلُكَهْ !
في ظِلِّكُمْ لَمْ نكتَسِبْ
إلاّ الهَلاكَ وَحْدَهُ :
أجسادُنا مُنـهكةٌُ
أرواحُنا مُنـتـهكَهْ.
خُطْواتُنا مُرتبكه ْ.
أوطانُنا مُفكّكَهْ .
لا شَيءَ نَخشى فَقْدَهُ
حِينَ تَحُلُّ الدَّرْبكَهْ .
بَلْ إنّنا
سَنشكُرُ الَموتَ إذا مَرَّ بِنا
في دَرْبـه لِنَحْرِكُمْ !
فَكُلُّ شَرٍّ في الدُّنا
خَيْرَُ.. أَمامَ شَرِّكُمْ
وَبَعْدَ بَلْوانا بِكُمْ ..
كُلُّ البَلايا بَركَهْ !
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 11:53

نعـم .. أنا إرهابـي


الغربُ يبكي خيفـةً
إذا صَنعتُ لُعبـةً
مِـن عُلبـةِ الثُقابِ .
وَهْـوَ الّذي يصنـعُ لي
مِـن جَسَـدي مِشنَقَـةً
حِبالُها أعصابـي !
والغَـربُ يرتاعُ إذا
أذعتُ ، يومـاً ، أَنـه
مَـزّقَ لي جلبابـي !.
وهـوَ الّذي يهيبُ بـي
أنْ أستَحي مِنْ أدبـي
وأنْ أُذيـعَ فرحـتي
ومُنـتـهى إعجابـي ..
إنْ مارسَ اغتصـابـي !
والغربُ يلتـاعُ إذا
عَبـدتُ ربّـاً واحِـداً
في هـدأةِ المِحـرابِ .
وَهْـوَ الذي يعجِـنُ لي
مِـنْ شَعَـراتِ ذيلِـهِ
ومِـنْ تُرابِ نَعلِـهِ
ألفـاً مِـنَ الأربابِ
ينصُبـهـمْ فـوقَ ذُرا
مَزابِـلِ الألقابِ
لِكي أكـونَ عَبـدَهُـمْ
وَكَـيْ أؤدّي عِنـدَهُـمْ
شعائرَ الذُبابِ !
وَهْـوَ .. وَهُـمْ
سيَضرِبونني إذا
أعلنـت عن إضـرابـي .
وإنْ ذَكَـرتُ عِنـدَهُـمْ
رائِحـةَ الأزهـارِ والأعشـابِ
سيصلبونني علـى
لائحـةِ الإرهـابِ !
رائعـةٌ كُلُّ فعـالِ الغربِ والأذنابِ!
أمّـا أنا، فإنّني
مادامَ للحُريّـةِ انـتسابـي
فكُلُّ ما أفعَلُـهُ
نـوعٌ مِـنَ الإرهـابِ !
هُـمْ خَرّبـوا لي عالَمـي
فليحصـدوا ما زَرَعـوا
إنْ أثمَـرَتْ فـوقَ فَمـي
وفي كُريّـاتِ دمـي
عَـولَمـةُ الخَـرابِ .
هـا أنَـذا أقولُهـا ..
أكتُبـهـا .. أرسُمُهـا ..
أَطبعُهـا على جبـينِ الغـرْبِ
بالقُبقـابِ :
نَعَـمْ .. أنا إرهابـي !
زلزَلـةُ الأرضِ لهـا أسبابـها
إنْ تُدرِكوهـا تُدرِكـوا أسبابـي .
لـنْ أحمِـلَ الأقـلامَ
بلْ مخالِبـي !
لَنْ أشحَـذَ الأفكـارَ
بـلْ أنيابـي !
وَلـنْ أعـودَ طيّباً
حـتّى أرى
شـريعـةَ الغابِ بِكُلِّ أهلِها
عائـدةً للغابِ .
نَعَـمْ .. أنا إرهابـي
أنصَـحُ كُلّ مُخْبـرٍ
ينبـحُ، بعـدَ اليـومِ، في أعقابـي
أن يرتـدي دَبّـابـةً
لأنّني .. سـوفَ أدقُّ رأسَـهُ
إنْ دَقَّ ، يومـاً، بابـي !

عن جريدة (القبس) الكويتيـة
يوم الخميس 26-10-2000
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 11:55

أَعِـدْ عيني لكي أبكـي
علـى أرواح أطفـالِكْ !
بمناسبة الحادي عشر من سبتمبر وبعد ضرب برجي التجارة العالمي


أَعِـدْ قَـدَمـي ..
لِكَـيْ أمشـي إلَيـكَ مُعَـزّياً فينـا
فَحالـي صارَ مِن حالِكْ .
أعِـدْ كَفّـي ..
لكـي أُلقـي أزاهيـري
علـى أزهـارِ آمالِكْ .
أعِـدْ قَلبـي ..
لأقطِـفَ وَردَ جَـذوَتـه
وَأُوقِـدَ شَمعَـةً فـي صُبحِـكَ الحالِكْ !
أَعِـدْ شَـفَتي ..
لَعَـلَّ الهَـولَ يُسـعِفُني
بأن أُعطيكَ تصـويراً لأهـوالِكْ .
أَعِـدْ عَيْـني ..
لِكَـي ابكـي على أرواحِ أطفـالِكْ !.
أتَعْجَـبُ أنّنـي أبكـي ؟!
نَعَـمْ .. أبكـي
لأنّـي لَم أكُـن يَـومـاً
غَليـظَ القلبِ فَـظّاً مِثـلَ أمثـالِكْ !
لَئِـن نـزلَتْ عَلَيْـكَ اليـومَ صاعِقَـةٌ
فَقـد عاشتْ جَميـعُ الأرضِ أعوامـاً
وَمـازالـتْ !
وَقـد تَبقـى !
على أشفارِ زِلزالِكْ !
وَكفُّـكَ أضْـرَمَتْ فـي قَلبـهـا نـاراً
وَلم تَشْـعُرْ بـهـا إلاّ
وَقَـد نَشِـبَتْ بأذيالِكْ !
وَلم تَفعَـلْ
سِـوى أن تَقلِبَ الدُّنيـا على عَقِـبٍ
وَتُعْقِـبـهـا بتعديـلٍ على رَدّاتِ أفعـالِكْ !
وَقَـد آلَيْـتَ أن تَـرمـي
بِنَظـرةِ رَيْبِـكَ الدُّنيـا
ولم تَنظُـرْ، ولو عَرَضَـاً، إلى آلِـكْ !
أَتَعـرِفُ رَقْـمَ سِـروالٍ
على آلافِ أميـالٍ
وَتَجهَلُ أرْقَـماً في طـيِّ سِـروالِكْ ؟!
أرى عَيْنَيكَ في حَـوَلٍ ..
فَـذلِكَ لـو رمـى هـذا
تَرى هـذا وتَعْجَبُ لاسـتغاثَتـه
ولكنْ لا تـرى ما قـد جَنـى ذلِـكْ !
أرى كَفَّيْـكَ في جَـدَلٍ ..
فواحِـدَةٌ تَـزُفُّ الشَّمـسَ غائِبَـةً
إلـى الأعمـى !
وواحِـدَةٌ تُغَطِّـي الشَّمـسَ طالِعةً بِغِـربالِكْ !
وَمـا في الأمـرِ أُحجِيَـةٌ
وَلكِنَّ العَجائِبَ كُلَّهـا مِن صُنْـعِ مِكيـالِكْ !
بِفَضْـلِكَ أسـفَرَ الإرهـابُ
نَسّـاجاً بِمِنـوالِكْ
وَمُعتاشـاً بأمـوالِكْ
وَمَحْمِيّـاً بأبطالِكْ .
فَهل عَجَـبٌ
إذا وافاكَ هـذا اليـومَ مُمْتَنّـاً
لِيُـرجِعَ بَعضَ أفضـالِكْ ؟!
وَكَفُّكَ أبدَعَتْ تِمثـالَ (ميدوزا)
وتَـدري جَيِّـداً أنَّ الّذي يَرنـو لَـهُ هـالِكْ
فكيفَ طَمِعتَ أن تَنجو
وَقَـد حَـدَّقتَ في أحـداقِ تِمثالِكْ ؟!
خَـرابُ الوضـعِ مُختَصَـرٌ
بِمَيْـلِ ذِراعِ مِكيـالِكْ .
فَعَـدِّلْ وَضْـعَ مِكيالِكْ .
ولا تُسـرِفْ
وإلاّ سَـوفَ تأتـي كُـلُّ بَلبَلَـةٍ
بِمـا لَم يأتِ فـي بالِكْ !
إذا دانـت لَكَ الآفـاقُ
أو ذَلَّـتْ لَكَ الأعنـاقُ
فاذكُـرْ أيُّهـا العِمـلاقُ
أنَّ الأرضَ لَيْسـتْ دِرْهَمـاً في جَيْبِ بِنطـالِكْ !.
وَلَو ذَلَّلتَ ظَهْـرَ الفِيلِ تَذليـلاً
فَـإنَّ بَعـوضَـةً تَكفـي .. لإذلالِـكْ !
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 11:57

الأصوليون


الأصوليون قومٌ لا يحبون المحبة.
ملأوا الأوطان بالإرهاب
حتى امتلأ الإرهاب رهبة!.
ويلهم ..
من أين جاؤوا؟!
كيف جاؤوا؟!
قبلهم كانـت حياة الناس رَحْبَةْ.
قبلهم ما كان للحاكم أن يعطسَ
إلا حين يستأذن شعبـه!
وإذا داهمه العطس بلا إذنٍ
تنحّى
ورجا الأمّةَ أن تغفرَ ذنْبـه.
لم يكن مِن قَبلهم رُعبٌ
ولا قهْرٌ
ولا جَرْحٌ
ولا قَتْـلٌ
ولا كانـت لدى الأوطان غُربـه.
كان طعمُ الـمُرِّ حُلواً
وهواء الخنق طلقاً
وكؤوس السُّـمِّ عذبـه!
كانـت الأوضاعُ حقّا ... مُستَتِبّة!
ثـم جاؤوا ..
فإذا النكبةُ
تأتينا على آثار نكبة.
وإذا الإرهاب
ينقضُّ على أنقاضنا من كُلِّ شُعبـه.
واحدٌ ... يقرأ في المسجد خُطبة!.
واحدٌ ... يشرحُ بالقرآنِ قلبـه!.
واحدٌ ... يعبدُ ربـه!.
واحدٌ ... يحملُ (مِسواكاً) مُريباً!
واحدٌ ... يلبسُ جُبّة!
آهِ مِنـهمْ
يستفزون الحكوماتِ
وإن فزّت عليهم
جعلوا الحبّة قُبـه!
فإذا ألقت بـهم في الحبسِ
قالوا: أصبح الموطن عُلبـه!.
وإذا ما ضربتـهم مرّةً
ردوا على الضرب .. بسـبـه!
وإذا ما شنقتـهم ... واجهوا الشنقَ بضربـه!
وإذا مدّت إليهم مِدْفَعَاً
مدّوا لها في الحال ... حَرْبـه!
وإذا ما حصلوا
في الانـتـخابات على أعظمِ نِسبـه
زعموا أنَ لهم حقّاً
بأن يستلموا الحُكمَ ...
كأنّ الحُكم لُعبـه!
وإذا الدولةُ في يومٍ
ثَنـت للغربِ رُكبـه
أو لنفرض وفّرت للغرب رَكبـه
وَلْنَقُلْ نامت له نوماً ...
- لوجه الله طبعاً لا لرغبة –
البذيـئون يقولون عن الدولة قحبـه!
الأصوليون آذونا كثيراً
وافتروا جداً
ولم يبقوا على الدولة هيـبـه.
فبحقِّ الأب والإبن وروح القدس
وكريشنا
وبوذا
ويهوذا
تُبْ على دولتنا منـهم
ولا تقبل لهم يارب توبة!.
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 12:00

كيف تتعلم النضال في 5 أيام بدون معلم
مجموعة من الدروس المبسطة للمبتدئين


(1)
تُريدُ أنْ تمارس النِّضَـال؟
تَعَــالْ
إغسل يديك جيدا من ذِلّة السؤال
لدى (أبـي رغال).
وكُفَّ عن قتل عيال الناس
في مِقْصَلَةٍ قصيدةٍ
أو خِنجَرٍ مَقالْ ..
مُعتذرا بعيشة العيال !
واكفر بربٍ كافرٍ
واخرج على ديانة الرّيال.
وقل: تبرّأت أنا
من قادةٍ بغال
وساسةٍ بغال
وشرطة بغال.
ومن جيوشٍ عقدت صفقاتـها من جيبنا
وجربت كل سلاحها بنا
وانطلقت تشرب قهوة لدى غاصِبَـنا
وتقرأ الفنجان كي ينبئها
بموعد القتال!.
قلها لهم
قلها فقط
وضع على بعض حروفنا الغلط
واحدة من النقط.
فبـيننا وبـينـهم بحر دموعٍ ودمٍ
وليس بـيننا وسط
إلا لمن يمشي على الحبال.
قلها تكن مناضلا ..
هذا هو النضال!.
(2)
تُريدُ أنْ تمارس النِّضَـال؟
تَعَــالْ
إجمع شعارات جميع الأنظمه
وامسح بـها ...
وبُـل على كل تقارير مصيرِ
الأمـم المتـهمه!
وابصق بوجه قادة الجريمة الـمُـنَظـَّمـه
ذوي الكروش المتخمه
من دمنا المسال.
الفاتحين جرحنا
دكان برتقال!
والقاطعين رأسنا
بسيف رأس مال.
من كُلّ ذي عمالةٍ
وكلّ ذي عمامةٍ
وكل ذي عقال.
والراكبـين نعشنا
سفينة في دمنا
كي يهربوا من ساحة القتال!.
إمسـح
وبُـل
وابصـق
وقُـل
كلَّ الذي عندك من شتائمٍ محترمه
للعاهر المحتشمه !
وأنقذ الكوفية المكرمه
من مهنة (السوتيانِ) و (السورالْ)
في ألف كرنفالْ
يقيمه (الآباء) باسم طفلةٍ
كانـت ولا تزالْ
محشوّة برأس مالِ ( آدمٍ)
معروضة برأس مال (كارلْ) !.
ثم التقط بضعة أحجار وقل:
(لبـيك يا مقاومة)
واقذف بـها نافذة المساومه
وارجم (أخا شِلِّـيتَةٍ)
مُستثمرٍ دجّال
يقيم عَرْشَ جُبنـه
من جُثث الأبطالْ.
ثم امشِ واثقَ الخُطى
على خُطى الأطفالْ
تكن من الرجال.
هذا هو النضال!.
(3)
تُريدُ أنْ تمارس النِّضَـال؟
تَعَــالْ
كلُّ كثيرٍ مسكرٍ .. قَلِيْلُـهُ حرامْ.
فأعلن الصيام عن إذاعة النظام.
وأعلن الصيام عن صحافة النظام.
وأعلن التوبة ألف مرّةٍ
عن خُطَبِ الحكام.
واستغفر الله على عُمرٍ مضى
صدّقت فيه مرّةً .. وسائل الإعلامْ!.
ثم التقط بـملقطٍ
ما قيل أو يقال
وارمِ بـه في سَلَّة الزَّبـَّـالْ.
هذا هو النضال!.
(4)
تُريدُ أنْ تمارس النِّضَـال؟
تَعَــالْ
اغسل (غسيل المخ)
وافحص جيداً
تاريخنا العُضالْ.
افحصه بالخيال
خشيةَ أن يعديك إن لمستـه
افحصه بالخيال.
فنصفه تَدَرُّنٌ .. ونصفه سُعال.
تاريخنا يبحث عن تاريخه
تاريخنا ضلال.
سطوره سطّرها ضرب العصا
وجِلدُهُ .. ضربٌ من النِّعال!.
اغسل (غسيل المخ)
وانسَ ما مضى
من قِصصٍ طوال
عن مجد غطفانَ
وعن بأسِ بني هلالْ.
وعن سيوفٍ أشرقت في حالك الليالْ.
فشابَ رأس الليل من أهوالـها
وشابت الأهوالْ!.
ذلك تاريخٌ مضى
أحداثهُ كانـت قضا
وأرضه كانـت لظى
وأهلُهُ كانوا من الرجال !.
وكل شيء بعده .. رقصٌ على الحبال.
ولّت بغايا الغرب عن أوطاننا
وخلّفت من بعدها
جيشاً من (النّـغال)
فبعضهم أُلقيَ في دبّابةٍ
وبعضهم أُلقيَ وسط شارعٍ
وبعضهم حُطّ بباب جامعٍ
وبعضهم حُطَّ على الجِمال!.
هذا هو الحالُ
وكُلُّ ما بدا خِلافَهُ .. انـتحال!.
فقم بنا
نبصق على تاريخنا.
وقُم بنا
نبرأ من المجد الرفيع المبتني
بكدحِ أولاد الزنـى.
وقم بنا
لنَحْشُرَ الطّبلةَ في خلفيّة الطّـبَّـالْ.
هذا هو النضال!.
(5)
تُريدُ أنْ تمارس النِّضَـال؟
تَعَــالْ
قُـل: إنني نَاجِيْ العَلِـي.
والويـلُ لي
إن لم أضع أصابعي العشرَ
بِعَـيْنَيْ قاتِلي.
والويلُ لي
إن لم أحاسبـه على
ما ضاع من مستقبلي.
والويلُ لي.
إن لم أعلقّه على مشنقة الأجيال !.
إني أنا مخترع الحجاره
ومنقذ الثورة من مخالب التجاره
إني أنا مخيم العفة
يا فنـادق الدعـاره !
فالويل لي
والويل لي
إن لم أكن (حنظلة) في لوزة المحتالْ.
والويل لي
إن بِعتُ قامتي أنا
بقامة التمثال !.
قُـل: إنني نَاجِيْ العَلِـي.
قُلها
فليست كِلْمَةً كغيرها تُقالْ.
بل عبوةٌ ناسفةٌ
تزلزل الجبال
وغيمة نازفةٌ
في دمها يطفيء حرّه الندى
وتزهرُ الرّمال.
قلها تكن مناضلا ..
هذا هو النضـال!.
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 12:06

يـســقـــط الوطن


(أبـي الوَطَنْ
أمّي الوَطَنْ)
(رائدنا حُبُّ الوَطَنْ)
(نـموتُ كَي يحيا الوَطَنْ)
يا سيدي انفلقتُ حتى لم يَعُد
للفلق في رأسي وَطَنْ
ولم يعد لدى الوَطَنْ
من وطنٍ يؤويه في هذا الوَطَنْ !
أيُّ وَطَنْ ؟
الوَطَنُ المنفيُّ ..
أم منفى الوَطَنْ ؟!
أم الرّهين الممتـهن ؟
أم سِجننا المسجون خارج الزمن ؟!
(نـموتُ كَي يحيا الوَطَنْ)
كيف يموت ميّتٌ ؟
وكيف يحيا ما اندفنْ ؟!
(نموت كي يحيا الوَطَنْ)
كلا .. سلمت للوَطَنْ
خذهُ .. وأعطني بـه
صوتاً أسميّه الوَطَنْ
ثُقباً بلا شمعٍ أسميّه الوَطَنْ
قطرة إحساس أسميّها الوَطَنْ
كِسرةَ تفكيرٍ بلا خوفٍ أسميّها الوَطَنْ
يا سيّدي خُذْهُ بلا شيءٍ
فقـطْ ..
خلصني من هذا الوَطَنْ !
(أبـي الوَطَنْ
أمّي الوَطَنْ)
أنـت يتيمٌ أبشعَ اليُتمِ إذن
(أبـي الوَطَنْ
أمّي الوَطَنْ)
لا أُمُّك احتوتك بالحضنِ
ولا أبوك حَنْ !
(أبـي الوَطَنْ
أمّي الوَطَنْ)
أبوك ملعونٌ
وملعونٌ أبو هذا الوَطَنْ
(نـموتُ كَي يحيا الوَطَنْ)
يحيا
لِـمَنْ ؟!
لابنِ زِنـَىً
يهتكُهُ .. ثُمَّ يُقاضيهِ الثَّمَنْ ؟!
لِـمَنْ ؟!
لاثنين وعشرين وبَاءً مُزمِناً ؟!
لِـمَنْ ؟!
لاثنين وعشرين لقيطاً مؤمِناً ؟!
يَـتـهمون اللهَ بالكُفر وإشعالِ الفِتنْ
ويختمون بـيتـه بالشمعِ
حتّى يرعوي عن غَيّهِ
ويطلب الغفران من عِندِ الوثَن ؟!
هل هو هذا ما تسمّيه الوَطَنْ ؟!
تُـفٍّ على هذا الوَطَنْ !
وألف تُفٍّ مرة أخرى
على هذا الوَطَنْ !
مِن بعدِنا
يبقى التُّرابُ والعَفَنْ.
نـحنُ الوَطَنْ !
مِن بعدِنا تبقى الدّوابُ والدِّمَنْ
نـحنُ الوَطَنْ !
إن لم يكن بنا كريماً آمناً
ولم يكن مُحترماً
ولم يكن حُرّاً !
فلا عِشنَا ..
ولا عاشَ الوَطَنْ !
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 12:08

دجاج الفتح


(أيها الشعبُ المجيد)
وسليل المجد مسلولٌ
من الوَجْدِ
على قارعة الأمجادِ يستجدي
فضالات العَبـيد!
(أيها الشعبُ المجيد)
يصعدُ التصفيق من بـين أيادي الشّعب.
للأسفل
من ثِقل الحديد.
(أيها الشعبُ المجيد)
لعنة الله على مجدكَ هذا !
وعلى المجد التليد !
أي مجدٍ يا بليد؟!
كِلمة يبتاعك الداني بـها دوما
ويشريك البعيد.
عِلكة يبصقها الطاغي الـمُـوَلَّـى
ويوالي مضغها الطاغي الجديد.
دَمعةٌ ... يسفحها هذا وهذا
ليس حُبّا في حسينٍ
بل بأطباق الثريد.
وهنا بـيت القصيد!.
رُبع قرنٍ
وأبو القرنين
يعدو بك من فُرنٍ لفرنِ
ويُطَرِّكَ بدُهنِ
(أيها الشعبُ المجيد)
ربع قرنٍ
ودجاج الفتح - في الخارج –
من خُنٍّ لخُنٍّ
يطرح البـيض بفنٍّ
بـيضة: حزبٌ وليدٌ
بـيضة: حزبٌ مُرجَّى
بـيضة: حزبٌ أكيدْ.
بـيضة: كتلة ضغطٍ
بـيضة: لجنة شفطٍ
بـيضة: مؤتمرٌ
من أجل تفقيس المزيد!
ورمٌ غير حَميدْ
كلما جرى منـه الصديد.
(أيها الشعبُ المجيد)
إننا نقترب الآن من اليوم السعيد
قُل له: أيُّ اقتراب تدّعي
يا ابن البعيد؟
أين نجمُ القطب من دود الصعيد؟!.
نحن في النار وأنـتم في الجليد.
نحن في سود المقادير
وأنـتم في مقاصير السويد!.
نحن مرصودون بالموت
وأنـت مستميتون بتضخيم الرصيد.
نحن ثُرنا
وانـتظرنا
أن نرى فيكم حُسيناً
ليقود الزّحف ما بـين يدينا
غير أنّا بعد شِقِّ النفسِ
أصبحنا على نفسِ يزيد!.
رحمة الله علينا ..
ولكم من بعدنا العمر المديد.
أمل التحرير معقود على الغربِ
وأقصى أمل للغرب
معقود بتحريك عقيد.
وبـيانٌ أوّلٌ مستعملٌ
عن حظر تجوال وإطلاق نشيد:
(أيها الشعبُ المجيد)
ينـتـهي عهد مبادٌ
يبتدي عهدٌ مُبـيد!.
ونظام الحكم يستبدلٌ نعليه
فلا يحكم حزب أوحدٌ
لكنما حزب وحيد!
ولكم أيام شَهْدٍ
ولنا (يوم الشهيد)!
تيت تيتي
مثلما رُحتِ
ومنكم نستفيد!.
اسألوا جغرافيا التاريخ:
هل حورب شيطانٌ
بشيطانٍ مريد؟!
واسألوها: أي شيء يغسل العار
ندى الوردة أم جمرُ الوريد؟!.
واسألوها مرة أخرى:
أجاءت ثورة من ثروة يوماً؟.
وهل جاء انـتصار بالبريد؟!.
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 12:14

ما أصعب الكلام


- المقدمـة -
أصابعي تفـرُّ من أصابعي
وأدمُعـي حجارةٌ تسـدُّ مجرى أدمعي
وخلف سور أضلعي
مجمـرةٌ تفـورُ بالضـرامْ
تحمِـلُ في ثانيةٍ كلامَ ألف عامْ
لكنّني بـيني وبـيني تائـهٌ
فها أنا من فـوقِ قبري واقفٌ
وها أنا في جوفـهِ أنـامْ
وأحرُفـي مصلوبـةٌ بـين فمي ومسمعي
ما أصعبَ الكـلامْ
ما أصعبَ الكـلامْ
يا ليتني مثلي أنا أقوى على المنـامْ
يا ليتني مثلي أنا أقوى على القيـامْ
حيـران بـين موقفي ومضجعـي
يا ليتني .. كُنـت معي ! .


ما أصعب الكلام
من أروع القصائد


شُكراً على التأبـينِ والإطراءِ
يا معشرَ الخطباء والشعراءِ
شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم
في غمرةِ التدبـيـج والإنشاءِ
وعلى مدادٍ كان يكفي بعضُـه
أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ
وعلى دموعٍ لو جَـرتْ في البـيدِ
لانحلّـتْ وسار الماءُ فوق الماءِ
وعواطفٍ يغـدو على أعتابـها
مجنونُ ليلى أعقـلَ العقلاءِ
وشجاعـةٍ باسم القتيلِ مشيرةٍ
للقاتلين بغيرِ ما أسمـاءِ
شكراً لكم، شكراً، وعفواً إن أنا
أقلعتُ عن صوتي وعن إصغائي
عفواً، فلا الطاووس في جلدي ولا
تعلو لساني لهجةُ الببغاءِ
عفواً، فلا تروي أساي قصيدةٌ
إن لم تكن مكتوبةً بدمائي
عفواً، فإني إن رثيتُ فإنّما
أرثي بفاتحة الرثاء رثائي
عفواً، فإني مَيِّتٌ يا أيُّها
الموتى، وناجي آخر الأحياء !
"ناجي العليُّ" لقد نجوتَ بقدرةٍ
من عارنا، وعلَوتَ للعلياءِ
إصعـدْ، فموطنك السّماءُ، وخلِّنا
في الأرضِ، إن الأرضَ للجبناءِ
للمُوثِقينَ على الّرباطِ رباطَنا
والصانعينَ النصرَ في صنعاءِ
مِمّن يرصّونَ الصُّكوكَ بزحفهم
ويناضلونَ برايةٍ بـيضاءِ
ويُسافِحونَ قضيّةً من صُلبـهم
ويُصافحونَ عداوةَ الأعداءِ
ويخلِّفون هزيمةً، لم يعترفْ
أحدٌ بـها .. من كثرة الآباءِ !
إصعَـدْ فموطنك المُـرّجَى مخفرٌ
متعددُ اللهجات والأزياءِ
للشرطة الخصيان، أو للشرطة
الثوار، أو للشرطة الأدباءِ
أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ
من العروشِ لقتل كلِّ فدائي
الهاربـين من الخنادق والبنادق
للفنادق في حِمى العُملاءِ
القافزين من اليسار إلى اليمين
إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحِرباءِ
المعلنين من القصورِ قصورَنا
واللاقطين عطيّةَ اللقطاءِ
إصعدْ، فهذي الأرض بـيتُ دعارةٍ
فيها البقاءُ معلّقٌ ببغاءِ
مَنْ لم يمُت بالسيفِ مات بطلقةٍ
من عاش فينا عيشة الشرفاء
ماذا يضيرك أن تُفارقَ أمّةً
ليست سوى خطأ من الأخطاءِ
رملٌ تداخلَ بعضُهُ في بعضِهِ
حتى غدا كالصخرة الصمّاءِ
لا الريحُ ترفعُها إلى الأعلى
ولا النيران تمنعها من الإغفاءِ
فمدامعٌ تبكيك لو هي أنصفتْ
لرثتْ صحافةَ أهلها الأُجراءِ
تلك التي فتحَتْ لنَعيِكَ صدرَها
وتفنّنـت بروائعِ الإنشاءِ
لكنـها لم تمتلِكْ شرفاً لكي
ترضى بنشْرِ رسومك العذراءِ
ونعتك من قبل الممات، وأغلقت
بابَ الرّجاءِ بأوجُهِ القُرّاءِ
وجوامعٌ صلّت عليك لو أنـها
صدقت، لقرّبتِ الجهادَ النائي
ولأعْلَنـت باسم الشريعة كُفرَها
بشرائع الأمراءِ والرؤساءِ
ولساءلتـهم: أيُّهمْ قد جاءَ
مُنـتخَباً لنا بإرادة البُسطاء ؟
ولساءلتـهم: كيف قد بلغوا الغِنى
وبلادُنا تكتظُّ بالفقراء ؟
ولمنْ يَرصُّونَ السلاحَ، وحربـهمْ
حبٌ، وهم في خدمة الأعداءِ ؟
وبأيِّ أرضٍ يحكمونَ، وأرضُنا
لم يتركوا منـها سوى الأسماءِ ؟
وبأيِّ شعبٍ يحكمونَ، وشعبُنا
متشعِّبٌ بالقتل والإقصاءِ
يحيا غريبَ الدارِ في أوطانـه
ومُطارَداً بمواطنِ الغُرباء ؟
لكنّما يبقى الكلامُ مُحرّراً
إنْ دارَ فوقَ الألسنِ الخرساءِ
ويظلُّ إطلاقُ العويلِ محلّلاً
ما لم يمُسَّ بحرمة الخلفاءِ
ويظلُّ ذِكْرُكَ في الصحيفةِ جائزاً
ما دام وسْـطَ مساحةٍ سوداءِ
ويظلُّ رأسكَ عالياً ما دمتَ
فوق النعشِ محمولاً إلى الغبراءِ
وتظلُّ تحت "الزّفـتِ" كلُّ طباعنا
ما دامَ هذا النفطُ في الصحراءِ !
القاتلُ المأجورُ وجهٌ أسودٌ
يُخفي مئاتِ الأوجه الصفراءِ
هي أوجهٌ أعجازُها منـها استحتْ
والخِزْيُ غَطَّاها على استحياءِ
لمثقفٍ أوراقُه رزمُ الصكوكِ
وحِبْرُهُ فيها دمُ الشهداء
ولكاتبٍ أقلامُهُ مشدودةٌ
بحبال صوت جلالةِ الأمراء
ولناقدٍ "بالنقدِ" يذبحُ ربـه
ويبايعُ الشيطانَ بالإفتاءِ
ولشاعرٍ يكتظُّ من عَسَـلِ النعيمِ
على حسابِ مَرارةِ البؤساءِ
ويَجـرُّ عِصمتـه لأبواب الخَنا
ملفوفةً بقصيدةٍ عصماءِ !
ولثائرٍ يرنو إلى الحريّةِ
الحمراءِ عبرَ الليلةِ الحمراءِ
ويعومُ في "عَرَقِ" النضالِ ويحتسي
أنخابـه في صحَة الأشلاءِ
ويكُفُّ عن ضغط الزِّنادِ مخافةً
من عجز إصبعه لدى "الإمضاءِ" !
ولحاكمٍ إن دقَّ نورُ الوعْي
ظُلْمَتـه، شكا من شدَّةِ الضوضاءِ
وَسِعَتْ أساطيلَ الغُزاةِ بلادُهُ
لكنـها ضاقتْ على الآراءِ
ونفاكَ وَهْـوَ مُخَـمِّنٌ أنَّ الرَدى
بك مُحْدقُ، فالنفيُ كالإفناءِ !
الكلُّ مشتركٌ بقتلِكَ، إنّما
نابت يَدُ الجاني عن الشُّركاءِ
ناجي، تحجّرتِ الدموعُ بمحجري
وحشا نـزيفُ النارِ لي أحشائي
لمّا هويْتَ هَويتَ مُتَّحـدَ الهوى
وهويْتُ فيك موزَّعَ الأهواءِ
لم أبكِ، لم أصمتْ، ولم أنـهضْ
ولم أرقدْ، وكلّي تاهَ في أجزائي
ففجيعتي بك أنني.. تحت الثرى
روحي، ومن فوقِ الثرى أعضائي
أنا يا أنا بك ميتٌ حيٌّ
ومحترقٌ أعدُّ النارَ للإطفاءِ
برّأتُ من ذنْبِ الرِّثاء قريحتي
وعصمتُ شيطاني عن الإيحاءِ
وحلفتُ ألا أبتديك مودِّعاً
حتى أهيِّئَ موعداً للقاءِ
سأبدّلُ القلمَ الرقيقَ بخنجرٍ
والأُغنياتِ بطعنَـةٍ نجلاءِ
وأمدُّ رأسَ الحاكمينََ صحيفةً
لقصائدٍ.. سأخطُّها بحذائي
وأضمُّ صوتكَ بذرةً في خافقي
وأصمُّهم في غابة الأصداءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أنَّ عروشَهم
زبدٌ أٌقيمَ على أساس الماءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أن جيوشهم
قِطَعٌ من الديكورِ والأضواءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أن قصورَهم
مبنيةٌ بجماجمِ الضعفاءِ
وكنوزَهم مسروقةٌ بالعدِل
واستقلالهم نوعُ من الإخصاءِ
سأظلُّ أكتُبُ في الهواءِ هجاءهم
وأعيدُهُ بعواصفٍ هوجاءِ
وليشتمِ المتلوّثونَ شتائمي
وليستروا عوراتـهم بردائي
وليطلقِ المستكبرون كلابـهم
وليقطعوا عنقي بلا إبطاءِ
لو لم تَعُـدْ في العمرِ إلا ساعةٌ
لقضيتـها بشتيمةِ الخُلفاءِ !
أنا لستُ أهجو الحاكمينَ، وإنّما
أهجو بذكر الحاكمين هجائي
أمِنَ التأدّبِ أن أقول لقاتلي
عُذراً إذا جرحتْ يديكَ دمائي ؟
أأقولُ للكلبِ العقور تأدُّباً:
دغدِغْ بنابك يا أخي أشلائي ؟
أأقولُ للقوّاد يا صِدِّيقُ، أو
أدعو البغِيَّ بمريمِ العذراءِ ؟
أأقولُ للمأبونِ حينَ ركوعِهِ:
"حَرَماً" وأمسحُ ظهرهُ بثنائي ؟
أأقول لِلّصِ الذي يسطو على
كينونـتي: شكراً على إلغائي ؟
الحاكمونَ همُ الكلابُ، مع اعتذاري
فالكلاب حفيظةٌ لوفاءِ
وهمُ اللصوصُ القاتلونَ العاهرونَ
وكلُّهم عبدٌ بلا استثناء !
إنْ لمْ يكونوا ظالمين فمن تُرى
ملأ البلادَ برهبةٍ وشقاء ِ؟
إنْ لم يكونوا خائنين فكيف
ما زالتْ فلسطينٌ لدى الأعداءِ ؟
عشرون عاماً والبلادُ رهينةٌ
للمخبرينَ وحضرةِ الخبراءِ
عشرون عاماً والشعوبُ تفيقُ
مِنْ غفواتـها لتُصابَ بالإغماءِ
عشرون عاماً والمفكِّرُ إنْ حكى
وُهِبتْ لهُ طاقيةُ الإخفاءِ
عشرون عاماً والسجون مدارسٌ
منـهاجها التنكيلُ بالسجناءِ
عشرون عاماً والقضاءُ مُنـزهٌ
إلا من الأغراض والأهواءِ
فالدينُ معتقلٌ بتـهمةِ كونـه
مُتطرِّفاً يدعو إلى الضَّراءِ
واللهُ في كلِّ البلادِ مُطاردٌ
لضلوعهِ بإثارةِ الغوغاءِ
عشرون عاماً والنظامُ هو النظامُ
مع اختلاف اللونِ والأسماءِ
تمضي بـه وتعيدُهُ دبّابةٌ
تستبدلُ العملاءَ بالعملاءِ
سرقوا حليب صِغارنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
فتكوا بخير رجالنا، مِنْ أجلِ مَن ْ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
هتكوا حياء نسائنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
خنقوا بحريّاتـهم أنفاسَنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
وصلوا بوحدتـهم إلى تجزيئنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
فتحوا لأمريكا عفافَ خليجنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
وإذا بما قد عاد من أسلابنا
رملٌ تناثر في ثرى سيناء !
وإذا بنا مِزَقٌ بساحات الوغى
وبواسلٌ بوسائل الأنباءِ
وإذا بنا نرثُ العنـاءَ مُضاعَفاً
ونُوَرِّثُ الضعفينِ للأبناءِ
ونخافُ أن نشكو وضاعةَ وضعنا
حتى ولو بالصمت والإيماءِ
ونخافُ من أولادِنا ونسائنا
ومن الهواءِ إذا أتى بـهواءِ
ونخافُ إن بدأت لدينا ثورةٌ
مِن أن تكونَ بداية الإنـهاءِ
موتى، ولا أحدٌ هنا يرثي لنا
قُمْ وارثنا.. يا آخِـرَ الأحياءِ ! .
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 12:16

صاحب الضخامة (محقان) المفدّى


إعلامنا إعلانْ.
يُعرضُ بالمجانْ.
عجيزة معجزةٌ
لم يتغير شكلها من زمن الطوفان.
ونحن في أعصابنا
بالرغم من مصابنا
نسدّدُ الأثمان!.
إعلامنا إعدامنا
يركلنا
يشتمنا
يبصق في وجوهنا
وما بأيدينا سوى أن نشكر الإحسان!.
أليس شيئا رائعاً
أن يصفع المرء على قفاه بالألوان؟!
إعلامنا معتدلٌ
كحبل بـهلوان!
وكافرٌ .. لكنـه
في منـتـهى الإيمان!
أنظر إلى افتتاحه الإرسال بالقرآن.
وأنظر إلى اختتامه الإرسال بالقرآن.
ماذا إذن ..
لو ملأ الفراغ بـينـها بسيرة الشيطان؟!
منحرفٌ؟!
حاشاه ..
كلا ..
ما بـه عيب سوى عبادة الأوثان.
والذل والإذعان.
والكذب والبـهتان.
وحجب كل كلمةٍ
أو صورةٍ
أو همسةٍ
تحترم الإنسان!.
إعلامنا فـنّان
بلمسة سحرية يختزل الأوطان
ويوجزُ السُّـكان
ويكبس الأزمان
ويحقن الجميع في كبسولةٍ
يدعونـها (مِحْقَان)!
مِحْقَان ...
يغادر البلاد في رعاية الرحمن.
مِحْقَان ...
يعود للبلاد في رعاية الرحمن.
مِحْقَان ...
يجلس في الديوان ..
مِحْقَان ...
يمسك بالفنجان.
مِحْقَان ...
يفرغ من قهوتـه.
مِحْقَان ...
قام يبول الآن.
مِحْقَان ...
عاد من المرحاض في رعاية الرحمن!.
مِحْقَان في التلفاز.
في المذياع.
في الجرائد.
في ورق الجدران
في أغطية المقاعد.
في الشبابـيك وفي السقوف والبـيبان.
ليس سوى مِحْقَان!
للنمل والديدان ..
مِحْقَان
لصحة اللثة أو سلامة الأسنان ..
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 12:18

عـبـاس


عباس وراء المتراس ،
يقظ منـتبـه حساس ،
منذ سنين الفتح يُلَمِّعُ سيفه ،
ويُلَمِّعُ شاربـه أيضا، منـتظرا محتضنا دُفَّه ،
بلع السارق ضفة ،
قلب عباس القرطاس ،
ضرب الأخماس بأسداس ،
(بقيت ضفة)
لملم عباس ذخيرتـه والمتراس ،
ومضى يصقل سيفه ،
عَبَر اللصُّ إليه، وحَلَّ ببـيتـه ،
(أصبح ضيفه)
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه ،
صرخت زوجة عباس: " أبناؤك قتلى، عباس ،
ضيفك راودني، عباس ،
قم أنقذني يا عباس" ،
عباس ـ اليقظ الحساس ـ منـتبـه لم يسمع شيئا !
(زوجتـه تغتاب الناس) !
صرخت زوجتـه : "عباس، الضيف سيسرق نعجتنا" ،
قلب عباس القرطاس ، ضرب الأخماس بأسداس ،
أرسل برقية تـهديد ،
فلمن تصقل سيفك يا عباس" ؟"
- ( لوقت الشدة) .
إذن ، اصقل سيفك يا عباس!.
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 12:21

عباس فوق العادة


في حملة الإبادةْ
(عباسُ) كان كتلة من قوة الإرادةْ.
هَدَّ الخصومُ بـيتـه
واغتصبوا زوجتـه
وأعدموا أولاده.
لم يكسروا عناده.
قال لهم:
لي زوجة ثانية ولاّدَةْ !.
حاز الخصوم سيفه
وصادروا خنجره
وفجّروا عتاده.
لم يكسروا عِناده.
قال لهم: سيحفظ السروال لي خلفيتي
في مقعد القياده !.
قصوا له شماله
وانـتزعوا سرواله !
أسرعَ منـه عندما ينـتزع الإفاده.
لم يكسروا عناده.
قال لهم: لم أُنـتقص !
فانيلتي زياده !
حاصره الخصومُ حتى منعوا
دواءه، وماءه، وزاده.
عندئذٍ
حمى وطيس ذُعرهِ.
وأعلن استنجاده !
قالوا له: نعطيك بعض الخبز لو ...
أعطيتنا السِّجَّادة.
صاح بصوت طافح بالعز فوق العادة:
كلا ..
فهذا عملٌ
يُخلُّ بالسيادة!.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عبّاس يستخدمُ تكتيكاً جديد


بعد انـتـهاء الجولة المظفّره
(عبّاسُ) شدّ المِخْصَره
ودَسَّ فيها خنجره.
وأعلن استعدادَه للجولةِ المنـتظره !.
اللصُّ دقّ بابـه ..
(عبّاسُ) لـم يفتح لهُ.
اللصُّ أبدى ضَجَره ..
(عبّاسُ) لـم يُصغِ لهُ.
اللصُّ هَـدَّ بابـه
وعابـه
واقتحمَ البـيتَ بغيرِ رُخصَـةٍ
وانـتـهـرَه:
- يا ثَـورُ .. أينَ البـقره ؟.
(عبّاسُ) دَسَّ كَـفَّـهُ في المِخْصَـره
واسْـتَلَّ مِنـهـا خِنْجَـره
وصاحَ في شجاعةٍ:
- في الغرفةِ المجاوره !.
اللصُّ خَطَّ حوله دائرةً
وأنْـذَرَه
- إيـَّاكَ أن تجتـازَ هذي الدائره.
عَلا خُـوار البقَـره.
خَـفَّ خُـوار البقَـره.
خـارَ خُـوار البقَـره.
واللـصُّ قام بعدمـا
قضى لـديها وطـره !.
ثـم مضى.
وصوت (عبّـاسُ) يُدوّي خلفَـهُ :
فَلْتَسْقُطِ المؤامَـرَه
فَلْتَسْقُطِ المؤامَـرَه
فَلْتَسْقُطِ المؤامَـرَه !
- عباسُ .. والخِنجرُ ما حاجتـه ؟!.
- للمعضلاتِ القاهره.
- وغارةُ اللصِّ ؟!.
- قطعتُ دابِـرَه ،
جعلتُ منـه مَسْخَـره !
أنظرْ ..
لقَدْ غافَـلْـتـه
واجتزتُ خَطَّ الدائرة!.
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 12:25

حيـثـيـات الاسـتـقـالـة


ـ لا ترتكبْ قصيدةً عنيفةْ
لا ترتكبْ قصيدةً عنيفة
طَبْطَبْ على أعجازِها طَبْطَبـه خفيفةْ
إنْ شئتَ أنْ
تُنشرَ أشعاركَ في الصَّحيفَةْ !
- حتى إذا ما باعَنا الخليفةْ ؟!
ـ ( ما باعنا ) ... كافيةٌ
لا تذكُرِ الخليفةْ
حتى إذا أطلقَ منْ ورائنا كلابـه ؟
ـ أطلقَ من ورائنا كلابـه ... الأليفةْ !
لكنـها فوقَ لساني أطبقتْ أنيابـها !!
ـ قُلْ : أطبقتْ أنيابـها اللطيفةْ !
لكنَّ هذي دولةٌ
تزني بـها كلُّ الدُّنا
ـ ومَا لنا .. ؟
قل إنـها زانيةٌ عَفيفة !
وهاهُنا
قَوّادُها يزني بنا !
ـ لا تَنفعِلْ
طاعتُنا أمرَ وليِّ أمرنا
ليستْ زِنـىً
بل سَمِّها .... إنبطاحةً شريفهْ !
الكذبُ شيءٌ قذرٌ
نَعَمْ ، صَدقتَ ...
فاغسِلْهُ إذنْ
بكذبةٍ نظيفةْ !
أيتـها الصَحيفةْ
الصِّدْقُ عندي ثورةٌ
وكِذبتي
ـ إذا كَذَبتَ َمرَّةً ـ
ليستْ سوى قذيفةْ !
فلتأكلي ما شئتِ ، لكنِّي أنا
مهما استبدَّ الجوعُ بـي
أرفضُ أكلَ الجِـيفَةْ
أيتـها الصحيفةْ
تمسَّحي بِذُلَّةٍ
و انطرحي بِرهبَةٍ
وانبطحي بِخِيفَةْ
أمّا أنا
فهذهِ رِجلي بأمِّ هذهِ الوظيفَةْ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا هو السبب

سَمَّمتَ باللّومِ دَمي .
فَلقتَ رأسي بالعـَتبْ .
ذلكَ قولٌ مُنكرٌ .
ذلكَ قولٌ مُسْتَحبْ .
ذلكَ ما لا يَنبغي
ذلكَ مِمّا قدْ وَجَبْ .
ما القصدُ مِنْ هذي الخُطَبْ
تُريدُ أنْ تُشعِرني بأنني بِلا أدَبْ ؟
نعمْ .. أنا بِلا أَدِبْ !
نعم .. وشِعْري كُلُّهُ
ليسَ سِوى شَتْمٍ وَسَبْ .
وما العَجَبْ ؟!
النَّارُ لا تَنْطِقُ إلاَّ لَهَباً
إنْ خَنَقوها بالحَطَبْ
وإنني مُخْتَنِقٌ
حَدَّ التـهامي غَضَبـي
مِنْ فَرْطِ ما بـي منْ غَضَبْ !
تَسألُني عَنِ السَّبَبْ ؟!
هاكَ سلاطينَ العَرَبْ
دَزينـتانِ مِنْ أبـي جَهلٍ ومِنْ
أبى لَهَبْ .
نَماذِجٌ مِنَ القِرَبْ
أسفَلُها رأسٌ
وأعلاها ذَنَبْ !
مَزابِلٌ أنيقَةٌ
غاطِسَةٌ حتّى الرُّكَبْ
وَسْطَ مَزابِلِ الرُّتَبْ !
أَشِرْ لواحِدٍ .. وَقُلْ :
هذا الحِمارُ مُنـتخَبْ .
وبَعدما تُقنِعُني
_ بِغيرِ تِسعاتِ النّسَبْ _
تَعالَ عَلِّمني الأدَبْ ! .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أعذار واهية

أيها الكاتب ذو الكف النظيفة
لا تسودها بتبـييض مجلات الخليفة
- أين أمضي
وهو في حوزتـه كل صحيفة؟
- امض للحائط
واكتب بالطباشير وبالفحم..
- وهل تشبعني هذي الوظيفة؟!
أنا مضطر لأن آكل خبزا..
- واصل الصوم.. ولا تفطر بجيفة
أنا إنسان وأحتاج إلى كسب رغيفي..
- ليس بالإنسان من يكسب بالقتل رغيفه.
- قاتل من يتقوى برغيف
قص من جلد الجماهير الضعيفة!
كل حرف في مجلات الخليفة
ليس إلا خنجرا يفتح جرحا
يدفع الشعب نـزيفه!
- لا تقيدني بأسلاك الشعارات السخيفة.
أنا لم أمدح ولم أردح.
- ولم تنقد ولم تقدح
ولم تكشف ولم تشرح
حصاة علقت في فتحة المجرى
وقد كانـت قذيفة!
- أكل عيش..
- لم يمت حر من الجوع
ولم تأخذه إلا من "حياة العبد " خيفة
لا.. ولا من موضع الأقذار
يسترزق ذو الكف النظيفة.
أكل عيش..
كسب قوت..
إنـه العذر الذي تَعْلِكُهُ المومسُ
لو قيل لها: كوني شريفة!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غـزل بوليـسي!

شِعـرُكَ هذا .. شِعْـرٌ أَعـوَرْ !
ليسَ يرى إلاّ ما يُحـذَرْ
فَهُنـا مَنفى، وَهُنـا سِجـنٌ
وَهُنـا قَبْـرٌ، وَهُنـا مَنْحَـرْ .
وَهُنَـا قَيْـدٌ، وَهُنـا حَبْـلٌ
وَهُنـا لُغـمٌ، وََهُنـا عَسْكـرْ !
ما هـذا ؟
هَـلْ خَلَـتِ الدُّنيـا
إلاَّ مِـنْ كَـرٍّ يَتكـرَّرْ ؟
خُـذْ نَفَسَـاً ..
إسـألْ عن لَيلـى ..
رُدَّ على دَقَّـةِ مِسكـينٍ
يَسكُـنُ في جانبِكَ الأيسَـرْ .
حتّى الحَـربُ إذا ما تَعِبَتْ
تَضَـعُ المِئـزَرْ !
قَبْلَكَ فرسـانٌ قـد عَدَلـوا
في مـا حَمَلـوا
فَهُنـا أَلَـمٌ .. وهُنـا أَمَـلُ .
خُـذْ مَثَـلاً صاحِبَنا (عَنـتـرْ)
في يُمنـاهُ يئِـنُّ السّـيفُ
وفي يُسـراهُ يُغنّي المِزهَـرْ !
ذاكَ قَضيّتـه لا تُذكَـرْ
لَـونٌ أسمَـرْ
وَابنَـةُ عَـمٍّ
وأَبٌ قاسٍ .
والحَلُّ يَسـيرٌ .. والعُـدّةُ أيْسَـرْ :
سَـيفٌ بَتّـارٌ
وحِصـانٌ أَبتَـرْ .
أَمّـا مأسـاتي .. فَتَصَــوَّرْ:
قَدَمــايَ على الأَرضِ
وقلـبـي
يَتَقَلّـبُ في يـومِ المحشَـرْ !.
مَـعَ هـذا .. مثلُكَ لا يُعـذَرْ .
لمْ نَطلُـبْ مِنـكَ مُعَلَّقَـةً ..
غازِلْ ليلاكَ بما استَيْـسَرْ .
ضَعْـها في حاشِيـةِ الدّفتَـرْ .
صِـفْ عَيْنيهـا
صِـفْ شَفَتيهـا
قُـلْ فيهـا بـيتـاً واتركْهـا ..
ماذا تَخسَـرْ ؟
هَـلْ قَلْبُكَ قُـدَّ مِـنَ المَرمَـرْ ؟!.
حَسَـناً .. حَسَـناً ..
سَـاُغازِلُها :
عَيْناها .. كظـلامِ المخفَـرْ .
شَفَتاها .. كالشَّمـعِ الأحمـرْ .
نـهـداها .. كَتَـورُّمِ جسمـي
قبـلَ التّوقيـعِ على المحضَـرْ .
قامَتـهـا .. كَعَصـا جَـلاّدٍ ،
وَضَفيرتـها .. مِشنَقَـةٌ ،
والحاجِـبُ .. خِنجَـرْ !
لَيْـلايَ هواهـا استعمارٌ
وفـؤادي بَلَـدٌ مُستَعْمَـرْ .
فالوعـدُ لَديْها معـروفٌ
والإنجـازُ لديهـا مُنكَـرْ .
كالحاكِـمِ .. تـهجُرني ليـلى .
كالمُخبرِ .. تدهَمُـني ليلى !
كمشـاريـعِ الدّولـةِ تَغفـو
كالأسطـولِ السّادسِ أسهَـرْ .
مالي منـها غـيرُ خَيـالٍ
يَتَبَـدّدُ سـاعةَ أن يَظهَـرْ
كشِعـارِ الوحـدةِ .. لا أكثـرْ !
ليلـى غامِضَـةٌ .. كحقـوقي،
وَلَعُـــوبٌ .. كَكِتـابٍ أخضَـرْ !.
يكفـي يا شاعِرَنا ..
تُشكَـرْ !
قَلَّبتَ زبالتَنا حـتّى
لمْ يبـقَ لمزبلـةٍ إلاّ
أنْ تخجـلَ مِـنْ هذا المنظَـرْ !
هـل هذا غَـزَلٌ يا أغبَــرْ ؟!.
قُلتُ لكـم .
أَعـذَرَ مَـنْ أَنـذَرْ .
هـذا ما عِنـدي ..
عَقْـرَبـةٌ
تُلهمُـني شِعـري .. لا عبقَـرْ !
مُـرٌّ بدمـي طَعْـمُ الدُّنيـا
مُـرٌّ بفَمـي حتّى السُّكّـرْ !
لَسـتُ أرى إلاّ ما يُحـذَرْ .
عَيْنـايَ صـدى ما في نَفْسـي
وبِنَفسـي قَهْـرٌ لا يُقهَـرْ .
كيفَ أُحـرِّرُ ما في نفسـي
وأَنـا نفسـي .. لم أَتحَـرّرْ ؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صاحبـة الجهالـة

مَـرّةً، فَكّـرتُ في نشْرِ مَقالْ
عَـن مآسي الاحتلال
عَـنْ دِفـاعِ الحَجَـرِ الأعـزَلِ
عَـن مدفَـعِ أربابٍ النّضـالْ !
وَعَـنِ الطّفْـلِ الّذي يُحـرَقُ في الثّـورةِ
كي يَغْـرقَ في الثّروةِ أشباهُ الرِّجالْ !
قَلّبَ المَسؤولُ أوراقـي، وَقالْ :
إجتَنِـبْ أيَّ عِباراتٍ تُثيرُ الإنفِعـالْ .
مَثَـلاً :
خَفّـفْ ( مآسـي )
لِـمَ لا تَكتُبَ ( ماسـي ) ؟
أو ( مُواسـي )
أو ( أماسـي )
شَكْلُهـا الحاضِـرُ إحراجٌ لأصحابِ الكراسي !
إحـذِفِ ( الأعـْزَلَ ) ..
فالأعْـزلُ تحريضٌ على عَـْزلِ السّلاطينِ
وَتَعريضٌ بخَـطِّ الإنعِـزالْ !
إحـذِفِ ( المـدْفَـعَ ) ..
كي تَدْفَـعَ عنكَ الإعتِقالْ .
نحْـنُ في مرحَلَـةِ السّلـمِ
وَقـدْ حُـرِّمَ في السِّلمِ القِتالْ
إحـذِفِ ( الأربـابَ )
لا ربَّ سِـوى اللهِ العَظيمِ المُتَعـالْ !
إحـذِفِ ( الطّفْـلَ ) ..
فلا يَحسُـنُ خَلْطُ الجِـدِّ في لُعْبِ العِيالْ !
إحـذِفِ ( الثّـورَةَ )
فالأوطـانُ في أفضَـلِ حالْ !
إحـذِفِ ( الثّرْوَةَ ) و ( الأشبـاهَ )
ما كُلُّ الذي يُعرفَ، يا هذا، يُقـالْ !
قُلتُ : إنّـي لستُ إبليسَ
وأنـتمْ لا يُجاريكُـمْ سِـوى إبليس
في هذا المجـالْ .
قالّ لي : كانَ هُنـا ..
لكنـه لم يَتَأقلَـمْ
فاستَقَـالْ ! .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حـوارٌ على باب المنفى

- لماذا الشِّعْرُ يا مَطَـرُ ؟
- أتسألُني
لِماذا يبزغُ القَمَـرُ ؟
لماذا يهطِلُ المَطَـرُ ؟
لِماذا العِطْـرُ ينـتشِرُ ؟
أَتسأَلُني : لماذا ينـزلُ القَـدَرُ ؟!
أنَـا نَبْتُ الطّبـيعـةِ
طائـرٌ حُـرٌّ،
نسيمٌ بارِدٌ ،حَـرَرُ
محَـارٌ .. دَمعُـهُ دُرَرُ !
أنا الشَجَـرُ
تمُـدُّ الجـَذْرَ من جـوعٍ
وفـوقَ جبـينـها الثّمَـرُ !
أنا الأزهـارُ
في وجناتـها عِطْـرٌ
وفي أجسادِها إِبَـرُ !
أنا الأرضُ التي تُعطي كما تُعطَى
فإن أطعَمتـها زهـراً
ستَزْدَهِـرُ .
وإنْ أطعَمتـها ناراً
سيأكُلُ ثوبَكَ الشّررُ .
فليتَ ( اللاّتَ ) يعتَبِرُ
ويكسِـرُ قيـدَ أنفاسي
ويَطْلبُ عفـوَ إحسـاسي
ويعتَـذِرُ !
- لقد جاوزتَ حَـدَّ القـولِ يا مَطَـرُ
ألا تدري بأنّكَ شاعِـرٌ بَطِـرُ
تصوغُ الحرفَ سكّيناً
وبالسّكينِ تنـتحِــرُ ؟!
- أجَـلْ أدري
بأنّي في حِسـابِ الخانعينَ، اليـومَ،
مُنـتحِـرُ
ولكِـنْ .. أيُّهُم حيٌّ
وهُـمْ في دوُرِهِـمْ قُبِـروا ؟
فلا كفُّ لهم تبدو
ولا قَـدَمٌ لهـمْ تعـدو
ولا صَـوتٌ، ولا سَمـعٌ، ولا بَصَـرُ .
خِـرافٌ ربـهـمْ عَلَـفٌ
يُقـالُ بأنـهـمْ بَشَـرُ !
- شبابُكَ ضائـعٌ هَـدَراً
وجُهـدُكَ كُلّـهُ هَـدَرُ .
بِرمـلِ الشّعْـرِ تبني قلْعَـةً
والمـدُّ مُنحسِـرُ
فإنْ وافَـتْ خيولُ الموجِ
لا تُبقـي ولا تَـذَرُ !
- هُـراءٌ ..
ذاكَ أنَّ الحـرفَ قبلَ الموتِ ينـتصِـرُ
وعِنـدَ الموتِ ينـتصِـرُ
وبعـدَ الموتِ ينـتصِـرُ
وأنَّ السّيفَ مهمـا طالَ ينكَسِـرُ
وَيصْـدأُ .. ثمّ يندَثِـرُ
ولولا الحرفُ لا يبقى لهُ ذِكْـرٌ
لـدى الدُّنيـا ولا خَـبَرُ !
- وماذا مِن وراءِ الصّـدقِ تنـتظِـرُ ؟
سيأكُلُ عُمْـرَكَ المنفـى
وتَلقى القَهْـرَ والعَسْـفا
وترقُـبُ ساعـةَ الميلادِ يوميّاً
وفي الميلادِ تُحتضَـرُ !
- وما الضّـرَرُ ؟
فكُلُّ النّاسِ محكومـونَ بالإعـدامِ
إنْ سكَتـوا، وإنْ جَهَـروا
وإنْ صَبَـروا، وإن ثأَروا
وإن شَكـروا، وإن كَفَـروا
ولكنّي بِصـدْقي
أنـتقي موتاً نقيّـاً
والذي بالكِذْبِ يحيا
ميّتٌ أيضَـاً
ولكِـنْ موتـه قَـذِرُ !
- وماذا بعْـدُ يا مَطَـرُ ؟
- إذا أودى بـي الضّجَـرُ
ولـمْ أسمَعْ صـدى صـوتي
ولـمْ ألمَـح صـدى دمعـي
بِرَعْـدٍ أو بطوفـانِ
سأحشِـدُ كُلّ أحزانـي
وأحشِـدُ كلّ نيرانـي
وأحشِـدُ كُلّ قافيـةٍ
مِـنَ البارودِ
في أعمـاقِ وجـداني
وأصعَـدُ من أساسِ الظُلْمِ للأعلى
صعـودَ سحابـةٍ ثكْـلى
وأجعَـلُ كُلّ ما في القلبِ
يستَعِـرُ
وأحضُنـه .. وَأَنفَجِـرُ !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طفح الكيل

سـوف لن ننسى لـكم هـذا الجميلا
إرفعـوا أقلامَكـم عنـها قليـلا
وامـلأوا أفواهَكُـم صمتاً طويلا.
لا تُجيبـوا دعـوةَ القُدسِ
ولو بالهَمْسِ
كي لا تَسلُبوا أطفالَها الموتَ النبـيلا !
دونَكُـم هـذي الفضائيـّاتُ
فاستَوفـوا بـهـا ( غـادرَ أو عـادَ )
وبوسـوا بعضَكُـم
وارتَشِـفوا قالاً وقيـلا
ثُـمّ عـودوا ..
واتركـوا القُدسَ لمولاهـا
فما أعظـمَ بلْواهـا
إذا فرّتْ مِـنَ الباغـي
لكي تلقـى الوكيـلا !
طَفَـحَ الكَـيلُ
وقـدْ آنَ لكُـم أن تسمعـوا قولاً ثقيـلا :
نحـنُ لا نجهـلُ مَـنْ أنـتـمْ
غسلناكُـم جميعـاً
وَعَصـَرْناكُـم
وَجَفّفنـا الغسيـلا.
إنّنـا لسنا نرى مُغتصبَ القُدْسِ
يهوديّـاً دخيـلا
فَهْوَ لم يقطَعْ لنا شِبراً مِنَ الأوطـانِ
لو لمْ تقطعوا مِنْ دونـه عَنّـا السّبـيلا.
أنـتـمُ الأعْـداءُ
يا مَن قـد نـزعتُـمْ صِفـةَ الإنسانِ
مِن أعماقِنا جيلاً فَجيـلا
واغتّصبتُـم أرضَنـا مِنّـا
وَكُنـتـمْ ، نِصفَ قـرنٍ،
لِبِـلادِ العُـرْبِ مُحتـلاًّ أصيـلا.
أنـتـمُ الأعـداءُ
يا شُجعـانَ سِـلْمٍ
زوّجـوا الظُّلـمَ بِظُـلمٍ
وبَنـوا للوطَـنِ المُحتـلِّ عِشرينَ مثيلا !
أَتُعِـدّونَ لنا مؤتمَـراً ؟
كلاّ.
كَفـى.
شُكـراً جزيـلا.
لا البـياناتُ ستَبني بـيننا جِسْراً
ولا فَتْـلُ الإداناتِ سيُجديكُـم فتيـلا.
نحـنُ لا نشري صُراخـاً بالصّواريـخِ
ولا نبتاعُ بالسَّيفِ صَليلا.
نحـنُ لا نُبْـدِلُ بالفُرسـانِ أقنـاناً
ولا نُبْـدِلُ بالخيـلِ صَهيـلا.
نحـنُ نَرجـو كُلَّ مَن فيـهِ بقايا خَجَـلٍ
أن يَستقيـلا.
نحـنُ لا نسألُكُـمْ إلاّ الرّحيـلا.
وعلى رَغـمِ القباحـاتِ التي خلّفتُموهـا
سَـوفَ لن ننسى لكُـمْ هذا الجميـلا !
إرْحَلـوا ...
أمْ تَحْسَـبونَ اللّـهَ
لم يَخلُـقْ لنـا عنكُـمْ بَديـلا ؟
أيُّ إعجـازٍ لدَيكُـمْ ؟
هلْ مِـنَ الصّعبِ على أيِّ امْـرىءٍ
أنْ يلبَسَ العـارَ
وأنْ يُصبِـحَ للغـربِ عَميلا ؟!
أيُّ إنجـازٍ لديكُـمْ ؟
هلْ مِنَ الصّعبِ على القِرْدِ
إذا ما مَلَكَ المِدْفَـعَ
أن يقتُـلَ فيـلا ؟!
ما افتِخـارُ الّلصِّ بالسّلْبِ
وَما ميزَةُ من يلْبُـدُ بالدّرْبِ
ليغتالَ القَتيـلا ؟!
احملوا أسلِحَـةَ الذُّلِّ وَوَلّـوا
لِتَـرَوا
كيفَ نُحيـلُ الـذُّلَّ بالأحجـارِ عِـزّاً
ونُـذِلُّ المُستَحـيلا !

جريدة (القبس) الكويتيـة
يوم الثلاثاء 10-10-2000

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أسباب النزول

قال لنا أعمى العميان:
تسعة أعشار الإيمان
في طاعة أمر السلطان.
حتى لو صلى سكران
حتى لو ركب الغلمان
حتى لو أجرم أو خان
حتى لو باع الأوطان.
أنا حيران !
فإذا كانْ
فرعون حبـيب الرحمن
والجنة في يد هامان
والإيمان من الشيطان
فلماذا نزل القرآن ؟!
ألكي يهدينا مسواكا
نمحو فيه من الأذهان
بدعة معجون الأسنان ؟
أم ليفصل (دشداشات)
تشبـه أنصاف القمصان ؟
ألذلك قد أُنزل؟ كلا..
ما أحسبـه أنزل إلا
ليحرم شرب الدخان! .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحرباء

مَولانا الطّاعِنُ في الجِبْتِ
عادَ لِيُفتي:
هَتْكُ نِساءِ الأرضِ حَلالٌ
إلاّ الأَربعَ مِمّا يأتي:
أُمّي، أُختي، امرأتي، بنتي!
كُلُّ الإرهابِ (مُقاومَةٌ)
إلاّ إن قادَ إلى مَوتي!
نَسْفُ بُيوتِ النّاسِ (جِهادٌ)
إن لَمْ يُنسَفْ مَعَها بَيتي!
التقوى عِندي تَتلوّى
ما بينَ البَلوى والبَلوى
حَسَبَ البَخْتِ
إن نَزلَتْ تِلَكَ على غَيري
خَنَقَتْ صَمْتي.
وإذا تِلكَ دَنَتْ مِن ظَهْري
زَرعَتْ إعصاراً في صَوْتي!
وعلى مَهْوى تِلكَ التّقوى
أَبصُقُ يومَ الجُمعةِ فَتوى
فإذا مَسَّتْ نَعْلَ الأَقوى
أَلحسُها في يومِ السَّبتِ!
الوسَطِيَّةُ: فِفْتي .. فِفْتي.
أعمالُ الإجرامِ حَرامٌ
وَحَلالٌ
في نَفْسِ الوَقْتِ!
هِيَ كُفرٌ إن نَزَلَتْ فَوقي
وَهُدىً إن مَرّتْ مِن تَحتي!
***
هُوَ قد أَفتى..
وأنا أُفتي:
العلَّةُ في سُوءِ البذْرةِ
العِلّةُ لَيسَتْ في النَّبْتِ.
وَالقُبْحُ بِأخْيلَةِ الناحِتِ
لَيسَ القُبحُ بطينِ النَّحتِ.
وَالقاتِلُ مَن يَضَعُ الفَتوى
بالقَتْلِ..
وَليسَ المُستفتي.
وَعَلَيهِ.. سَنَغدو أنعاماً
بَينَ سواطيرِ الأَحكامِ
وَبينَ بَساطيرِ الحُكّامْ.
وَسَيكفُرُ حتّى الإسلامْ
إن لَمْ يُلجَمْ هذا المُفتي!.
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 12:30

آية النسف (*)
- اقتباس من حادثة هجرة النبـي r -


- لا تـهاجر
كل ما حولك غادر
لا تدع نفسك تدري بنواياك الدفينة
وعلى نفسك من نفسك حاذر
هذه الصحراء ما عادت أمينة
هذه الصحراء في صحرائها الكبرى سجينة
حولها ألف سفينة
وعلى أنفاسها مليون طائر
ترصد الجهر وما يخفى بأعماق الضمائر.
وعلى باب المدينة
وقفت خمسون قينة
حسبما تقضي الأوامر
تضرب الدف وتشدو: "أنـت مجنون وساحر".
- لا تـهاجر
أين تمضي؟
رقم الناقة معروف، وأوصافك في كل المخافر.
وكلاب الريح تجري ولدى الرمل أوامر
أن يماشيك لكي يرفع بصمات الحوافر.
خفف الوطء قليلا، فأديم الأرض من هذي العساكر.
- لا تـهاجر
اخْفِ إيمانك، فالإيمان أستغفرهم إحدى الكبائر.
لا تقل إنك ذاكر
لا تقل إنك شاعر
تب فإن الشعر فحشاء وجرح للمشاعر
أنـت أُمِّيٌّ
فلا تقرأ، ولا تكتب ولا تحمل يراعا أو دفاتر
سوف يلقونك في الحبس
ولن يطبع آياتك ناشر.
- امضِ إن شئت وحيدا
لا تسل أين الرجال
كل أصحابك رهن الإعتقال
فالذي نام بمأواك أجير متآمر
ورفيق الدرب جاسوس عميل للدوائر.
وابن من نامت على جمر الرمال في سبـيل الله: كافر.
ندموا من غير ضغط
وأقروا بالضلال
رفعت أسماؤهم فوق المحاضر
وهوت أجسادهم تحت الحبال!
امض إن شئت وحيدا، أنـت مقتول على أية حال.
سترى غارا، فلا تمش أمامه
ذلك الغار كمين، يختفي حين تفوت
وترى لغما على شكل حمامة
وترى آلة تسجيل على هيئة بـيت العنكبوت
تلقط الكلمة حتى في السكوت
ابتعد عنـه ولا تدخل وإلا ستموت
قبل أن يلقي عليك القبض فرسان العشائر!
أنـت مطلوب على كل المحاور
- لا تـهاجر
اركب الناقة واشحن ألف طن
قف كما أنـت ورتل آية النسف (*) على رأس الوثن
إنـهم قد جنحوا للسلم
فاجنح للذخائر
ليعود الوطن المنفي منصورا إلى أرض الوطن.

-----------
(*) آية النسف: {وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا، لنحرقنـه ثم لننسفنـه في اليم نسفا، إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما}. قرآن كريم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

راتب الجنين

الأسى آسٍ لما نلقاه..
والحزن حزين!
نزرع الأرض .. ونغفو جائعين
نحمل الماء .. ونمشى ظامئين
نخرج النفط
ولا دفء ولا ضوء لنا
إلا شرارات الأماني ومصابـيح اليقين
وأمير المؤمنين
منصف في قسمة المال
فنصف لجواريه
ونصف لذويه الجائرين
وابنـه - وهو جنين -
يتقاضى راتبًا أكبر من راتب أهلي أجمعين
في مدى عشر سنين !
ربنا .. هل نحن من ماء مهين
وابنـه من (بـيبسي كولا)؟!
ربنا .. هل نحن من وحل وطين
وابنـه من (أسبرين) ؟!
ربنا .. في أي دين
تملك النطفة فى البنك رصيدا،
وألوف الكادحين
يستدينون لصرف الدائنين؟
أي دين..
يجعل الحق لبـيت واحد
في بـيت مال المسلمين
ولباقي المسلمين..
صدقات المحسنين؟
رب هل من أجل
عشرين لقيطا ولواطيًا..
خلقت العالمين؟
إن يكن هذا..
فيا رب لماذا
لم تُكَرِّم قومَ لُوط؟
ولماذا لم تعلمنا السقوط؟
ولماذا لم نجىء
من بـين أفخاذ اللواتي
مثل أولاد الذين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكمة مُضادّة

عَلَيْكَ أن
تَنـتزِعَ الصُّوفَ مِنَ الخِرافْ
وأن تُجيدَ غَزْلَهُ..
أن تَزرعَ القُطنَ
وأن تقومَ بالقِطافّ
وأن تُجيدَ فَتْلَهُ..
وآخِرَ الْمَطافْ
لحافُكَ ارتجافْ !.
وأنـت تَحتَ فَوقِهِ
تَنامُ شِبـه واقفٍ
لكي تَظلَّ مُخلصاً
لحكمةِ الأسلافْ !.
بِمَدِّ رِجْليكَ على
مِساحَةِ اللِّحافْ!
قُلْ: أيُّها الأسلافْ
ما فاتَني الإنصافْ
لَو لَمْ يكُن
مَن سَرَقَ الأقطانَ والأصوافْ
بِسعْرِها يَصطافْ!.
وَقُلْ لَهُمْ: قد آنَ لي
أن أُضرِمَ النِّيرانَ في حكمتِكُمْ
كي أَصطلي.
وَمُدَّ رِجْليكَ علي
مَن قَصَّرَ اللِّحافْ!.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" شَتْ ابْ " !

أنا السببْ .
في كل ما جرى لكم
يا أيها العربْ .
سلبتُكم أنـهارَكم
والتينَ والزيتونَ والعنبْ .
أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم
وعِرضَكم ، وكلَّ غالٍ عندكم
أنا الذي طردتُكم
من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ .
والقدسُ ، في ضياعها ، كنـت أنا السببْ .
نعم أنا .. أنا السببْ .
أنا الذي لمَّا أتيتُ : المسجدُ الأقصى ذهبْ .
أنا الذي أمرتُ جيشي ، في الحروب كلها
بالانسحاب فانسحبْ .
أنا الذي هزمتُكم
أنا الذي شردتُكم
وبعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ .
أنا الذي كنـت أقول للذي
يفتح منكم فمَهُ :
" شَتْ ابْ " !
نعم أنا .. أنا السببْ .
في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ .
وكلُّ من قال لكم ، غير الذي أقولهُ ،
فقد كَذَبْ .
فمن لأرضكم سلبْ .؟!
ومن لمالكم نـهبْ .؟!
ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ .؟!
أقولها صريحةً ،
بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ ،
وقلةٍ في الذوق والأدبْ .
أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ .
ولا أخاف أحداً ، ألستُ رغم أنفكم
أنا الزعيمُ المنـتخَبْ .!؟
لم ينـتخبني أحدٌ لكنني
إذا طلبتُ منكمو
في ذات يوم ، طلباً
هل يستطيعٌ واحدٌ
أن يرفض الطلبْ .؟!
أشنقهُ ، أقتلهُ ،
أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ .
فلتقبلوني ، هكذا كما أنا ،
أو فاشربوا " بحر العربْ " .
ما دام لم يعجبْكم العجبْ .
مني ، ولا الصيامُ في رجبْ .
ولتغضبوا ، إذا استطعتم ، بعدما
قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ .
وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ .
وبعدما أقنعتكم أن المظاهراتِ فوضى ، ليس إلا ،
وشَغَبْ .
وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ .
وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ .
وبعدما أرهقتُكم
وبعدما أتعبتُكم
حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ .
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ .
نعم أنا .. أنا السببْ .
في كل ما جرى لكم
فلتشتموني في الفضائياتِ ، إن أردتم ،
والخطبْ .
وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا :
" تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبـي لهبْ ".
قولوا بأني خائنٌ لكم ، وكَلِبٌ وابن كُلَبْ .
ماذا يضيرني أنا ؟!
ما دام كل واحدٍ في بـيتـه ،
يريد أن يسقطني بصوتـه ،
وبالضجيج والصَخبْ .؟!
أنا هنا ، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها
وأحملُ الرتبْ .
أُطِلُّ ، كالثعبان ، من جحري عليكم فإذا
ما غاب رأسي لحظةً ، ظَلَّ الذَنَبْ .!
فلتشعلوا النيران حولي واملأوها بالحطبْ .
إذا أردتم أن أولِّيَ الفرارَ والهربْ .
وحينـها ستعرفون ، ربما ،
مَن الذي ـ في كل ما جرى لكم ـ
كان السببْ .!؟.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موجز التّفصيل!

(سَيّداتي، سادتي..)
مَن يا تُري يَعني المُذيعْ؟!
كُلُّنا في المَسْلخِ القَوميِّ عَبْدٌ
يَستوي الجامِحُ مِنّا والوَديعْ.
هذهِ الأَنباءُ تأتيكُمْ....
لِمَنْ تأتي؟
لأصحابِ السَّكاكينِ
وَهُمْ مَن كتَبوها بالنّجيعْ..
أَمْ لأَشلاءِ القَطيعْ؟!
(سَيّداتي، سادَتي..)
سادَتُكَ الأغنامُ صَرعي.
(سَيّداتي، سادتي..)
سَيِّدُكَ القَصّابُ مأمورٌ مُطيعْ!
كانَ هذا مُوجَزَ النّشرة...)
والتّفصيلُ
شِئنا أَمْ أبـينا
هُوَ مِن إبداعِ (خَيّاطِ) الجَميعْ!.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجنس الرابع!

يارُوحي ما بَعدَكِ روحْ.
بُوحي أو روحي يا رُوحي
يَبِسَتْ تحتَ المِلْحِ جروحي
وكَرِهْتُ القَولَ المَملوحْ.
كُفّي عن (هذا ممنوعٌ)
أو (هذا لَيسَ بمَسموحْ)
في هذا الطَفَحِ المُتوالي
لا مَسموحَ سوي المَسموحْ!
يا رُوحي إن صوتُكِ وَلّي
بُوحي بالصّمتِ المبحوحْ.
قُولي رأيَكِ بالمفضوحْ.
قُولي: جاءَ مَعَ الطُّوفانْ
مِن كُلٍّ زوجانِ اثنانْ.
والواردُ.. مِن غَيرِ شروحْ
يَعني اللاّقحَ والملقوحْ.
لكنَّ الحاكِمَ يَبطَحُنا..
وَهْوَ لأمْريكا مَبطوحْ!
ما جِنْسُ الحاكِمِ يا نُوحْ؟!.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصايا البغل المستنير

قال بغلٌ مستنير واعظاً بغلاً فتيا:
يا فتى إصغِ إليّا …
إنما كان أبوك امرأ سوءٍ
و كذا أمك قد كانـت بغيّا.
أنـت بغلٌ
يا فتى … و البغل نغلٌ
فاحذر الظن بأن الله قد سواك نبـيا.
يا فتى … أنـت غبـي.
حكمة الله، لأمرٍ ما، أرادتك غبـيا
فاقبل النصح
تكن بالنصح مرضياً رضيّا
أنـت إن لم تستفد منـه فلن تخسر شيّا.
يا فتى … من أجل أن تحمل أثقال الورى
صيرك الله قويّا.
يا فتى … فاحمل لهم أثقالهم مادمت حيّا
و استعذ من عقدة النقص
فلا تركل ضعيفاً حين تلقاه ذكيّا.
يا فتى … احفظ وصاياي
تعش بغلاً،
و إلاّ
ربما يمسخك الله رئيساً عربـيا !.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شيء آخر

- يا والِدي
تَعِبْتُ مِن تَعَنـت المُعلِّمهْ
تَعبتُ من مُجرمةٍ تلعبُ دَوْرَ المحكَمهْ.
- ما خَطْبـها؟!
- تَضربُني
إن لم تَجِدْ أظافري مُقَلَّمَهْ.
تُقعِدُني بلطمَةٍ إذا استويتُ قائِمهْ.
تصفَعُني لو صَدَرتْ مِنّي أقَلُّ هَمهمَهْ.
تَسخَرُ مِن بلادَتي.. يومَ أكونُ صائِمهْ
وتزدري وقاحَتي.. إذا جَلَبتُ أطعِمَهُ!
تـهزأُ بـي
إنْ أَنَا لم أَفهَمْ
وَتُبدي غَيظَها إن وَجَدتني فاهِمَهْ!
والوَيلُ لي إذا رأتني ناقِمَهْ
والويلُ لي إذا رأتني باسِمْهْ!
يا والدي
ما عادَ لي صَبٌر علي
قَسوةِ هذي الظالِمَهْ.
- ظالمِةٌ؟!
لا يا ابنـتي.. إنَي أراكِ واهِمَهْ!
ليسَ الذّي تفعَلُهُ ظُلْماً
ولا فيهِ مَنَ الظُّلْمِ سِمَهْ.
هذا الّذي تفعَلُهُ
شَيءٌ يُسمّي العَوْلَمهْ !.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وطن!

ماذا يُمكنُنا أن نَفعَلْ
في هذا الصُّندوقِِ المُقفَلْ؟
لا مَشربَ فيهِ ولا مأكَلْ.
وَجهازُ التكييف مُعَطَّلْ.
والزَّحمَةُ تجعَلُ آخِرَنا
يَتَنفَّسُ مِن رِئةِ الأوَّلْ!
غَيرُ مُباحٍ طَلَبُ النّجدَهْ.
مَمنوعٌ أن نَشكو الشِّدّهْ.
غَيرُ مُتاحٍ أن نـتملمَلْ!
وَعَلَيْنا مِن كُلِّ مَكانٍ
مِذياعٌ ثَمِلٌ يَتبوَّلْ:
(مِصَعُدنا عُنوانُ الماضي.
مَفخَرةُ الحاضِرِ مِصعَدُنا.
مِصعَدُنا رَمْزُ المُستقبَلْ)
وَعلي لَحْنِ خَريرِ الجَدوَلْ..
أَنْفُسُنا تَنزِلُ لِلأعلي
والمِصْعَدُ يَصعَدُ
لِلأَسفَلْ!.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجارُّ والمجرور

لي جارٌ مخبرٌ
في قلبـه تجري دماءٌ وشِرَاكْ.
نظرةٌ منـه .. هَلاكْ.
همسةٌ منـه .. هَلاكْ.
رحمةٌ منـه .. هَلاكْ.
هو إن حاولتَ أن
تـهربَ من عينيهِ زاركْ.
فإذا ما لُذتَ بالصمت استثارك
فإذا لم يستطعْ
كلّفَ بالأمرِ صغـارَك !
هو حتّى عندما يغمضُ عينيه يراكْ !
وهو يدري أين أمضيت نـهاركْ.
وهو يدري أين أمضيت غداً !.
يُدركُ بالفطرة مِقدارَ أمانيكَ
ومِقدار أسَاكْ.
يومهُ: بحرٌ من الناسِ
وعيناهُ وكفّاهُ: شِباك.
فإذا لم يلق صيداً
قادَ رِجليهِ إلى السُّلطَةِ مخفوراً
وألقى نفسه متـهما ظُلماً هناك !.
ذات يومٍ
قال: إنَّ الظُّـلمَ كفرٌ.
قلتُ: حقّاً .. هو ذاك.
غير أني لم أكدْ أنطقُ
حتى وضع القيد بكفي
ومضى بـي نحو حتفي
قائلا: تطعنُ في الحُكمِ إذن؟.
تبغي القوانينَ على وفقِ هواك !.
قلت: لكن .. أنـت جاري.
قال لي: إحفظ وقارك.
لا تُعلمني بديني
فرسول الله وصّى
قال: (جارك
ثم جارك
ثم جارك)
هل تَرى أنّي تحيّزتُ
ولم أضبِط من الجيرانِ
مشبوهاً سواك ؟.
كلهم سَلَّمْتـهمْ
هيّا بنا
سوفَ يـملّون انـتظارَكْ !.
قلتُ: لكنّ رسول الله
وصّى بعدنا (ثـمّ أخاك).
قال: خالفتُ رسول الله في العَدِّ
فسلمتُ أخي
مِن قبلِ أنْ تَبْرحَ دارك !.
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 12:40

الفرس اقترنـت بحمار

الفرس اقترنـت بحمار
ماذا صار؟
ولدت بغلا
يا للعار!
هذا للأمة إنذار
أن تتوخى عند الثورة
تدقيق أصول الثوار
الثورة من بعد مخاض
أهدتنا مشروع مطار
لعريف يهوى الأسفار
وبلادا كل مساحتـها
لا تبلغ ستة أمتار
نصف منـها معتقلات
والآخر صالات قمار
يحكى أن الثورة، يوما،
كانـت زوج أبـي عمار!.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



نـضال

نَنجَحُ في بَعضِ الأحيانْ
في الغَوصِ لِبُؤرةِ أنفُسِنا
لِنَشُمَّ بغَفْلَةِ حارسِنا!
ذِكري رائحةِ الإنسانْ!
نَنجحُ في تَدريبِ الدَّمعةِ
أن تتعلَّقَ بالأجفانْ.
نَنجحُ في تـهريبِ البَسمةِ
مِن بـين شُقوقِ الأحزانْ!
نَنجحُ أن نَرسُمَ بالفَحْمةِ
فَوقَ سَماواتِ الحِيطانْ
شَمساً رائعةَ الأَلوانْ!
نَنجحُ في تنظيفِ الطيِّبَةِ
مِن بُقَعِ الخَشيةِ والرِّيبَةِ
عِندَ مُلاقاةِ الجيرانْ!
نَنجَحُ في أن نَبني وَطَناً
في داخِلِنا.. لِلأوطانْ.
وَنُسِرُّ لَها: (نامِي فِينا
يَنفيكِ بِنا مَن يَنفينا.
لَن يَنـتزعِوا حُبَّك مِنّا
مَهْما كانْ).
نَستنفِرُ كُلَّ وَسائِلنا
كي نُبقيَنا في داخِلِنا.
قَد نُخفِقُ أحياناً..
لكنْ
نَنجحُ في بَعضِ الأحيانْ.
وَبأضعَفِ هذا الإيمانْ
نُفسِدُ لَذَّةَ فَوزِ الطّاغي
وَنُكدِّرُ صَفْوَ الطُّغيانْ!.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإبريق

الإبريقْ
لا يَملكُ مِمّا يَحملُهُ بِلّةَ ريقْ
الإبريقْ
صَدِيءٌ، ظمآنٌ، مُتَّسِخٌ
وعلى طُول العُمْرِ يُريقْ
ما يحملُهُ
للتنظيفِ وللإرواءِ وللتزويقْ
الإبريقْ
صُورَتُنا.. إذ نـهرقُ شَهْداً
للرّومانِ وللإغريقْ
وَنَنالُ عَناءَ التّدبـيقْ.
أيُّ صَفيقْ
قد صاغَ مِنَ النَّسْرِ شِعاراً
يَخفقُ مِن فَوقِ الأعلامِ
وَيَخنقُ أنفاسَ الإعلامِ
وَيُخجِلُ أخلاقَ التّلفيقْ؟!
كيفَ يكونُ النّسرُ شِعاراً
لِشعوبٍ مِثلَ البطريقْ
لا تَعرفُ ما معنى السَّيْرِ
ولا تعرفُ معنى التّحليقْ
وعلى سَوْطِ الذُّلّةِ تغفو
وعلى صَوتِ الخَوفِ تُفيقْ؟!
سَنرى أنَّ الصِّدقَ صَدوقٌ
وَنرى أنّ الحقَّ حقيقْ
حِين نَرى رايةَ أُمّتِنا
تخفقُ في ريحِ بلاهَتـها
وَعَلَيْها صُورةَ إبريقْ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجهاتُ الأربعُ اليومَ: جَنـــوب!

كُلُّ وقتٍ
ما عدا لحظة ميلادكَ فينا
هو ظِلٌّ لنفاياتِ الزمانْ
كُلُّ أرضٍ
ما عدا الأرض التي تمشي عليها
هي سَقْطٌ مِن غُيارِ اللاّمكانْ
كُلُّ كون
قبل أن تلبسَهُ.. كان رمادا
كلُ لونٍ
قبل أن تلمسهُ.. كان سوادا
كلُ معنىً
قبل أن تنفُخَ في معناهُ نارَ العُنفوانْ
كان خيطاً من دُخانْ
لم يكن قبلكَ للعزَّةِ قلبٌ
لم يكن قبلكَ للسؤددِ وجهٌ
لم يكن قبلكَ للمجدَ لسانْ
كلُ شيءٍ حَسَنٍ ما كان شيئاً
يا جنوبـي
ولمّا كنـت.. كانْ!
****
كانـت الساعة لا تدري كم السّاعةُ
إلاّ
بعدما لقَّـنـها قلبكَ درسَ الخَفقانْ!
كانـت الأرضُ تخافُ المشيَ
حتى عَلمتـها دَفقاتُ الدَّمِ في قلبكَ
فنَّ الدّورانْ!
لن تتيه الشمسُ، بعدَ اليومِ،
في ليلِ ضُحاها
سترى في ضوءِ عينيكَ ضياها!
وستمشي بأمانٍ
وستمشي مُطمئـناً بـين جنْـبـيها الأمانْ!
فعلى آثارِ خُطواتِك تمشي،
أينما يمَّمتَ.. أقدامُ الدُّروبْ!
وعلى جبـهتكَ النورُ مقيمٌ
والجهاتُ الأربع اليوم: جنوبْ
يا جنوبـي..
فمِنْ أينَ سيأتيها الغروبْ؟!
صار حتى الليلُ يخشى السَّيرَ في الليلِ
فأَنّى راحَ.. لاح الكوكبانْ
مِلءَ عيْنيكَ،
وعيناكَ، إذا أغمضَ عيْنيهِ الكَرى،
لاتغمضانْ!
****
يا جنوبـي..
ستأتيكَ لِجانُ الجانِ
تستغفِرُ دهرَ الصمتِ والكبْتِ
بصوتِ الصولجانْ
وستنـهالُ التـهاني
من شِفاهِ الإمتـهانْ!
وستَغلي الطبلةُ الفصحى
لتُلقي بـين أيديكَ
فقاعَ الهذيانْ
وستمتدُّ خطوطُ النارِ،
كُرمى لبطولاتكَ،
ما بـين خطابٍ أو نشيدٍ أو بـيانْ
وستجري تحتَ رِجليكَ
دِماءُ المهرجانْ
يا جنوبـي
فلا تُصغِ لهمْ
واكنُسْ بنعْليكَ هوى هذا الهوانْ
ليس فيهم أحدٌ يملكُ حقَّ الامتنانْ
كُلهم فوقَ ثناياهُ انبساطٌ
وبأعماقِ طواياهُ احتقانْ!
هم جميعاً في قطارِ الذلِّ ساروا
بعدما ألقوكَ فوق المزلَقانْ
وسقَوا غلاّية السائقِ بالزيتِ
وساقُوا لكَ كلَّ القَطِرانْ!
هُم جميعاً
أوثقوا بالغدرِ أيديكَ
وهم أحيوا أعاديكَ،
وقد عُدتَ مِنَ الحينِ
لِتُحيينا.. وتسقينا الحنانْ
كيف يَمْتـَنّونَ؟
هل يَمتنُّ عُريانٌ لِمن عَراهُ؟
هل يزهو بنصرِ الحُرِّ
مهزومٌ جبانْ؟!
****
يا جنوبـي..
ولن يُصدِقكَ الغَيْرةَ
إلاّ عاهِرٌ
ليس لهُ في حلباتِ العهْرِ ثانْ
بـهلوانٌ
ثُعْلبانٌ
أُلعُبانْ
دَيْدَبانْ
مُعجِزٌ في قبحِهِ..
فاعجَبْ لِمنْ في جَنبـه
كُلُّ القباحاتِ حِسانْ
كيف يبدو كلّ هذا القبْح
فيمَن قد بَراهُ الحَسَنانْ؟!
هوَ من إلْيَتـه السُّفلى
إلى إلْيَتـه العُليا
نفاياتُ إهاناتٍ.. عَليها شفتانْ!
وهوَ في دولتـه
-مهما نَفخْناهُ وبالغنا بتوسيعِ المكانْ-
دودةٌ من مَرْطَبانْ!
سوف يُفتي: إنـه ليس قَراركْ
وسَيُفتي: مجلسُ الأمنِ أجارَكْ
قلْ لهُ: في قبصةِ المجلس
آلاف القراراتِ التي تحفظُ داركْ
لِمَ لا يَمسَحُ عاركْ؟!
قُلْ لهُ: مِن مَجلسِ الأمنِ
طَلبْتَ الأمنَ قَبلي..
فلماذا أنـت لا تجلسُ مثلي بأمانْ؟
قُلْ لهُ: لا يَقتلُ الجرثومَ.. إلا الغليانْ
قُلْ لهُ: إن بذورَ النّصرِ
لا تَنبُتُ إلاّ.. في ميادينِ الطِّعانْ
قُلْ لهُ: أنـت مُدانْ!
****
يا جنوبـي
وَهَبْتَ الرِّيحَ باباً مُشرَعاً
من بَعدِما شرَّعتَ أسبابَ الهبوبْ
فَأصِخْ..
ها هو ذا صوتُ صفيرِ الزَّهوِ يأتي
مِن ملايين الثُقوبْ!
لا تقُلْ إنكَ لا تعرِفُ عنـها أيّ شيءٍ
إنـها.. نحنُ الشعوبْ!
وقصارى ما يُرجّى مِن ثُقوبٍ
أنَّ في صَفْرَتـها.. أقصى الوثوبْ!
سوف تحتلُّكَ
تأييداً وتعضيداً وتمجيداً
ونَستعمرُ سَمعيكَ
بجيشِ الهيَجانْ
يا جنوبـي
فَسَرِّحْنا بإحسانٍ
وقُلْ: فات الأوانْ
أنـتمُ، الآنَ، تَجرَّأتُم على الزَّحفِ
وإنّي، من زمانٍ،
قد تجاوزتُ حدودَ الطيرانْ!
وأنا استأصَلتُ مِنّي ورماً
ثم تعافيتُ
ومازلتُم تُقيمونَ جميعاً
في خلايا السَّرطانْ!
وأنا هدًّمتُ للشرِّ كياناً
ولهُ في أرضِكُمْ..
مازالَ عِشرونَ كيانْ!
****
يا ابنَ لُبنانَ
بمضمارِ العُلا
طالعْتَ طِرْسَ العِزِّ
واستوعبتَ دَرسَ العُنفوانْ
قُلتَ: ماذا يجلبُ النَّصرَ؟
فقالتْ نفسكَ الحُرةُ:
إيمانٌ
وصبرٌ
وزِناد
وبَنَانْ
فتـهيَّأتَ، وراهنـت على أن تَبلُغَ النَّصرَ
.. وما خاب الرِّهانْ
****
يا ابن لُبنانَ.. هَنيئاً
وحْدكَ النّاجحُ،
والعُرْبُ جميعاً..
سقطوا في الامتحانْ!.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بلاد العجائب

عَجِبَتْ لمرآنا العَجائِب
واَستغربَتْ مِنّا الغَرائِب!
لا نحن أحياءُ ولا موتي
وَلا أَهْلُ البِلادِ وَلا أجانِب!
تـهوي المصائِبُ فَوْقَنا
وَتَسوقُنا مِن كُلِّ جانِب
لكنَّنا لَسْنا هُنا
فَكأنّما هِيَ نَفسُها ابتُلِيَتُ بِنا
وكأنّما نَحنُ المَصائِب!
وأَقُولُ (نَحنُ)..
وَما أَنا إلاّ (أنا)
لا جَبـهتي انخفَضَتْ ولا ظَهري انحني
لكنَّ مِن شأني الرُّسوبَ لأننّي
أَفنيتُ عُمْريَ كُلَّهُ
أَمَلاً بِتَعويمِ الرَّواسِب!
زَبَدُ البِحارِ بِلا يَدٍ
حتّي يَكُفَّ بِكفِّهِ صَفْعَ المراكب.
صَخْرُ البِحارِ بلا فَمٍ
حتّي يَفُكَّ بِفكَّهِ قَيْدَ الطَحالِب.
لكنَّ كُلاًّ مِنـهما
قَدْرَ استطاعَتـه يُشاغِبْ.
وَلَرُبَّما فَتَكَ الطّليقُ بِطُحْلُبٍ
وَلَرُبّما نَجحَ الأَسيرُ بِكَسْرِ قارِب!
فَلأَيِّ جِنسٍ تَنـتمي
هذي الملايينُ التّي
بِحِمي الجَريمةِ تحتمي؟!
وَلأَيِّ شيءٍ رُكِّبَتُ فيها العُيونُ
وَليسَ مِن عَينٍ تُراقِبْ؟!
وَلِمَ الأَيادي والشِّفاهُ
وَلا يَدٌ تَعلو.. ولا شَفَةٌ تُحاسِب؟!
أَشباهُ أشباحٍ
تَروحُ وَتَغتدي
بـينَ المَزابِلِ وَالخَرائِب
وَهِتافُها يَعلو لِسارِقِ قُوتـها
وَلِمُستبـيحِ بـيوتـها:
شُكراً علي هذي المَكاسِب!
رَبّاهُ.. لا تُطفِيءْ ذُبالَةَ خافِقي
دَعْها لِتُؤنِسَ وَحْشَتي
وَسْطَ الغَياهِبْ.
رَبّاهُ.. لا تَنزِعْ ضَميريَ مِن دَمي
فأنا وَحيدٌ..
لَيسَ لي إلاّهُ صاحِبْ.
رَبّاهُ
يا مَن صُغتَني بَشَراً سَوِيّاً
أَبقِني بَشَراً سَوِيّاً دائماً
في عَصْرِ فِئرانِ التّجارِب.
فَقْري، عَرائي
غُربتي، دائي
شقائي
وَقْفَتي ما بـينَ أنيابِ النّوائِب
هِيَ كُلُّها
- حتّي أَظَلَّ كما أنا -
ثَمَنٌ مُناسِب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نـهايـة اللعبـة

أعجَـبُ مِنكَ عِنـدما
أراكَ مِنّي تعجَـبْ !
أيُّ غرابـةٍ إذا
أَلفيتَ ذئبـاً كاسِـراً
داخِـلَ جِلْـدِ الأَرنَبْ ؟
النّابُ مِنكَ جاءَني
وَمِنْكَ جاءَ المِخْلَـبْ .
أتستَشيطُ غاضباً ؟
إلى جَهـنّمٍ إذَنْ
غَضِبْـتَ أم لم تَغضَـبْ !
أخشـاكَ ؟
لا .. وألفُ لا .
لَـمْ يأتِـني الأمْـنُ لِكـيْ
أخافَ مِـن أن يَذهَـبْ .
ذُقْـتُ العَـذابَ كُلَّـهُ
فَلَـمْ يَعُـدْ يؤلمـني
بل صـارَ بـي يُعَـذَّبْ !
والتّعَـبُ استوطَـنني
فَصِـرْتُ مِـنْ إدمانـه
أَتعَـبُ إنْ لم أَتْعَـبْ !
أَمّـا الحَيـاةُ .. فالرَّدى
كانَ على طُـولِ المَـدى
إليَّ مِنـهـا أَقـرَبْ !
فأيَّ شـيءٍ أَرهَـبْ ؟!
إذا اندَهَـشْتَ .. فاندهِـشْ
مِـنْ حُمْقِكَ المُرَكَّـبْ .
ها أَنـتـذا، مِـن خَشْيَتي ،
وَسْـطَ الحَـديدِ غائِصٌ
كالسَّمكِ المُعَـلّبْ !
وهـا أَنـا
كالعَندَليبِ
طائِـرٌ مُغـرِّدٌ
أذهَـبُ كُلَّ مَذْهَـبْ !
مِـنْ فـرْطِ ما لَعِـبْتَ بـي
دُخـتَ وداخَ المَلْعَـبْ
وداخَ رأسُ اللَّعْـبِ فيمـا بـيننـا
فَها أَنـا
أَلعَـبُ بالخَـوْفِ هُنـا ..
والخَـوفُ فيـكَ يلْعَـبْ !

عن جريدة (القبس) الكويتيـة
يوم الخميس 16-11-2000

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

آحاد

واحِـدٌ يَسـتُرُ فَكّيـهِ ..
- لماذا؟
- خَجِـلٌ أو خائِفٌ
مِن كَشـْفِ بلـواهُ أمـامَ الآخريـنْ .
هُـوَ إمّـا يشتكي من ألمِ الأسـنانِ ..
أو يَشتِمُ، بالسِـرِّ، أميرَ المؤمنينْ !
واحِـدٌ يَفرُكُ عَينيـهِ ..
- لمـاذا ؟
- تَعِبَتْ عينـاهُ مِن رصـدِ عُيـونِ العابريـنْ .
هُـوَ إمّـا مُخـبِرٌ ..
أو هارِبٌ من مُخبريـنْ !
- واحِـدٌ يعقِـدُ للخلفِ ذراعَيـهِ ..
- لمـاذا ؟
- رُبّمـا يحجُبُ شيئاً عن فضولِ النّاظريـنْ .
هُـوَ إمّـا سَـارِقٌ ..
أو قَطَعَـتْ كفّيـهِ كَـفُّ السارقينْ !
- واحِـدٌ ينظُـرُ للأعلـى ..
- لمـاذا ؟
- شَكْلُـهُ يُنبىءُ عـنْ حُـزنٍ دَفـينْ .
رُبّمـا يبحَثُ
عن طائـرةٍ غربـيـةٍ تقصِفُـهُ
أو غَضَبٍ يقصِفُهـا
مِنْ عِنـدِ ربِّ العالمـينْ !
- واحِـدٌ يرنـو إلى أعلى وأدنـى
فارِداً كَفّيـهِ في يأسٍ ..
- لمـاذا ؟
- أنا خيرُ العارفيـنْ .
ذلكَ الواحِـدُ يا هـذا .. أنـا .
قَـدْ بُـحَّ صَوتـي
فتساءلتُ بصمتي
وأَنا أرقَـبُ مِـنْ حوْلـي نيامـاً سائريـنْ
ونيامـاً واقفينْ
ونيامـاً نائمينْ :
لو أنا حُـزْتُ السّماواتِ جميعـاً
وَجميـعِ الأرَضـينْ
واستَطالَ العُمْـرُ بـي
حتّى غـدا آلافَ آلافِ السّنينْ
هـلْ ستكفي تلكَ أكفانـاً
وهَـلْ تكفـي قبـوراً ؟
وهَـلِ العُمْـرُ سيكفيني
لِكـيْ أفـرُغَ
مِـنْ دَفـنِ جميـعِ الميّتينْ ؟!

عن جريدة (القبس) الكويتيـة
يوم الثلاثاء 14-11-2000

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القاعـدة

قُلتُ للجـنِّيِ : أَبـدِلْ
كُلَّ أصحـابِ الصّـروح الفاسِـدهْ.
قالَ لي : ما الفائـدهْ ؟
سَـوفَ يأتي مِثلُهُمْ
أو رُبّمـا أكثرُ منـهـم مفسَـدَهْ .
إنّما تختلِفُ الأسماءُ
لكـنَّ المعاني واحـدهْ !
قُلتُ : ما الحَـلُّ إذَنْ ؟
قالَ : بَسيطٌ ..
لو غَـدَتْ آمالُكُـمْ في ذاتِكُـمْ مُنعقِـدهْ
وإذا لم تَطلبوا من مـاردٍ
تخليصَكُـمْ مِـن مَـرَدَهْ .
أيُّـها الإنسـيُّ
لا حَـلَّ سـوى أن تُصبحـوا ناسـاً ..
فلـنْ تَعتَـدِلَ القِمّـةُ
حـتّى تستقيم القاعِـدهْ !.

جريدة (القبس) الكويتيـة
يوم الاثنين 23-10-2000

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التـهمـة

كنـت أسيرُ مفـرداً
أحمِـلُ أفكـاري معـي
وَمَنطِقي وَمَسْمعي
فازدَحَمـتْ
مِن حَوْليَ الوجـوه
قالَ لَهمْ زَعيمُهم: خُـذوه
سألتـهـمْ: ما تـهمتي؟
فَقيلَ لي:
تَجَمُّعٌ مشبــوه!
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف tunisien-libre 02.06.07 12:41

قـارئ الـكـف!

في دَولَـةِ الكَفِّ أرى
أَصابِعَ النِّـظامْ :
قَـزْمٌ غَليظٌ .. دُونـه
عَمالِقٌ أَقـزامْ !
يَنامُ مُرتاحاً ، وَهُمْ
مُستَنْفَرونَ كُلُّهُمْ
لِلصَّـفْعِ .. والسَّلامْ !
وَكُلُّهُمْ مُقَـرَّبٌ .. إذا انحنى
وَمُبْـعَدٌ .. إذا هُوَ استقامْ !
وَهُـمْ لِفَـرْطِ بأسِـهِ
لا يَجـرؤونَ مُطلَقاً
على التماسِ رأسِـهِ لِبَـوْسـِهِ
إلاّ إذا قامَ لَهُمْ بِنَفسـِهِ
وَعُمـرَهُ ما قـامْ
إلاّ إلى الطّعـامْ
أو ليشُـدَّ أَزْرَهُـمْ
إن سَـرَقـوا
أو خَنَقـوا
أو شَـدَّدوا الضَّغطَ على
حناجِرِ الأقـلامْ !
" سـبّابَةُ " النّظامْ
هُوَ القَضـاءُ كُلُّهُ .. والإدّعاءُ العامْ .
وَهْـوَ الّذي بِنَفسِهِ يُنَفِّذُ الأَحكامْ :
يُشـيرُ باتـهامْ
أو يَمنَعُ الكلامْ
أو يَفْقَأُ العينَ الّتي تَرفُضُ أن تَنامْ !
و " أوسَطُ " النِّظامْ
يَلعَبُ بانـتظامْ
وَلِعْبـه رَقاعَةٌ وَقِلَّةُ احتِشامْ !
ماذا نُسَمِّيهِ سـوى ..
" وِزارةِ الإعلامْ " ؟!
وَ " خِنْصَرٌ " وَ " بِنْصَرٌ "
هُما وَزيـرا دَولـةٍ ،
يَعني .. بِلا مَهامْ !
فَواحِدٌ غُلامْ
ليسَ لَهُ شُغْلٌ سِـوى
أن يَحْمِلَ الأخْتـامْ !
وَواحِدٌ إمامْ
كُلُّ الّذي يَعرِفُهُ مِن سُـنَنِ الإسلامْ
حُضـورُهُ في خِطبَةٍ
أو عِنْدَ عَقْـدِ زيجَةٍ
وَهْـوَ بِكُلِّ مَـرَّةٍ
يَنـهضُ في الخِتامْ
وَلَيسَ فَوقَ جِسـمِهِ
شَيٌ سِـوى " الحِزامْ " !
- أينَ هُـوَ " الشَّعبُ " إذَنْ ؟!
- في " راحَـةٍ " مُتْعَبَةٍ !
فَهْـوَ على الدَّوامْ
يَعْمَـلُ في الحَمّـامْ !
- وَما الّذي يَفعَلُهُ فَخامَةُ " الإِبـهامْ " ؟
- يَفعَلُ ما يَفعَلُهُ قادَتُنا العِظامْ .
لولا الّذي يَفعَلُهُ لَجُـرَّ مِن مَوْضِعِهِ
وَلانـتـهى مُنـتبَـذاً في عالَمِ الإِبـهامْ !
هـذا الّذي بِفِعْلِهِ
يَضْمَـنُ بَسْـطَ ظِلِّهِ
على مَـدَى الأَيّـامْ .
هـذا هُـوَ " البَصَّـامْ " !

عن جريدة (القبس) الكويتيـة
يوم الثلاثاء 12-12-2000

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـيزنطة

دَجَاجةٌٌ بـياضةٌ
في شارعٍ تَدورْ.
المَرْكَباتُ ازْدَحَمتْ
وَشُرطةُ المُرورْ
يُنَظِّمونَ بـينـهمْ بأنفُسٍ مُهتاجَهْ
مَسيرةَ اللّجاجة:
البـيضُ كانَ أوَّلاً..
أم كانـت الطُّيورْ؟
مَرَّ فَتى مِن بـينـهمْ
ثُمَّ انحنَى
واختطَفَ البـيضَةَ بالدَّجاجَهْ!
وَصاحَ وَهْوَ طائِرٌ بِخِفَّةِ الدَّراجَهْ:
لَيسَتْ هُناكَ حاجَهْ.
كِلاهُما سَيَنـتـهي لِلشّيِّ في التَّنّورْ
وَالسَّلْقِ في القُدورْ
أو بانـتظارِ دَوْرِهِ بـينـهما
مُجمَّداً في ذمّةِ الثلاّجَهْ.
البَدءُ لَيسَ عِبْرَةً..
بَلْ مُنـتـهى الأُمورْ.
المَرْكَباتُ زَمَّرَتْ
وَصَفَّقَ الجُمهورْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








أمثولة الكائنات

يَلتقِطُ البُلبلُ قُوتَ يَومِهِ
لكنـه فوقَ الذُّرى يَشدو .
وَهْوَ إذا راحتْ فِخاخُ الصَّيدِ تَمتدُّ
واستكلبَ الصَّيدُ
مَدَّ الجناحين إلى
حُريَّةٍ واسعةٍ ليسَ لَها حَـدُّ .
وتَثـقُلُ الغَيمةُ مِن تخمِتـها
لكنـها فوقَ الذُّرا تعدو
وَهْيَ إذا صارت عَلَيْها الرِّيحُ تَشتَدُّ
واستكلبَ البَرْدُ
تَحرّكتْ في قلبـها صاعِقَةٌ
وَضَـجَّ في شفاهِها الرَّعدُ .
والوَردُ يَحسو قُوتـه تحتَ الثّرى
لكنـه فوقَ الذُّرا وَردُ
وَهْوَ إذا صارَ عليهِ النّحْلُ يَنـهدُّ
واستكلبَ الحَصْدُ
لَمْ يَخْـشَ أن يُطلِقَ صوتَ عِطرهِ
ولو جرى مِن دُونـه الشَّهْدُ .
وأنـت يا ابنَ موطني
لولا خَيالُ مَعْدَةٍ
تكادُ لا تبدو !
لا يُوجَدُ النَّقْدُ على كَفِّكَ
إِن لم يَنعَدِمْ في ثَغركِ النَّقدُ.
ثَغرُك يا ابنَ موطني
ما هُوَ إلاّ ثَغَرةُ
بالخُبز تَنْسَدُّ !
والخُبزُ هذا خُبُزكَ المسْروقُ
والواهِبُ هذا.. سارقُ وَغْـدُ
مِنـه عَلَيكَ الذُّل والجَلْدُ
وَمِنكَ فيهِ الشُّكرُ والحَمْدُ !
***
العَبْدُ ليسَ مَن طوى
قَبضَتـه القَيدُ
بَل هُوَ يا ابْنَ موطني
مَنِ يَدُهُ مُطلَقَةُ
وَقَلبـه عَبْدُ !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فردوس الأبالسـة

يا لصُّ، يا جاهِلُ
يا ظالِمُ، يا مُدنَّسْ
بجنسِنا تَجَنَّسْ
واجلِسْ مُقدَّساً على
كُرسيِّكَ المُقدَّسْ
فَهْـوَ لأمثالِكَ
في أوطانِنا مُكرَّسْ !
فِردَوسُكَ الأعلى هُنا
مِن دونِ سائِرِ الدُّنا
فَنحنُ شَعبٌ ناعِمٌ ،
رَخْـوٌ، رَقيقٌ، أملَسْ
مِن دُونِ كَيٍّ .. صالحٌ لِلُّبسِ
فاغسِل والبَسْ .
إنَّكَ إن سَرَقتَنا
مِنَّـا بِنـا سَتُحرَسْ !
وإن تَقَيّأتَ علينا خُطَباً
أبلَغُ مِنـها هَمهماتُ الأخرسْ
سَوف تَراها أصبحَتْ
فَلسفَةً .. تُدرَّسْ !
وإن أردتَ حَبْسَنا
سِرنا إلى الحَبْسِ
نُفَدِّيكَ بِروحٍ وَدَمٍ :
ضَيِّقْ علينا المَحبَسْ !
وإن خَرجت عارياً
سَنَنـتضي ثِيابَنا
مُفاخِرينَ أنَّنا
نَلبـسُ نَفسَ المَلبَسْ !
***
ثِـقْ أنَّكَ الأَميـنُ
وَالعاقِـلُ
والعادِلُ والمُقدَّسْ
ما دامَ في قَبضَتِكَ المُسدّسْ !.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


القرابـين

هَطَلَتْ مِن كُلِّ صَوْبٍ عَينُ باكٍ
وَهَوَتْ مِن كُلِّ فَجٍّ كَفُّ لاطِمْ
وَتَداعى كُلُّ أصحابِ المواويلِ
وَوافَى كُلُّ أربابِ التّراتيلِ
لِتَرديدِ التّواشيحِ وتَعليقِ التّمائِمْ
وأقاموا، فَجأةً، مِن حَوْلِنا
سُورَ مآتِمْ .
إنـهم مِن مِخلَبِ النَّسْرِ يخافونَ عَلَيْنا ..
وَكأَنّا مُستريحونَ على ريشِ الحَمائِمْ !
ويخافُونَ اغتصابَ النَّسْرِ لِلدّارِ ..
كأنَّ النَّسْرَ لَمْ يَبسُطْ جَناحَيْهِ
على كُلِّ العَواصِمْ !
أيُّ دارٍ ؟!
أرضُنا مُحتلَّةٌ مُنذُ استقلَّتْ
كُلَّما زادَتْ بـها البُلدانُ.. قَلَّتْ !
وَغِناها ظَلَّ في أيدي المُغيرينَ غَنائِمْ
والثّرى قُسِّمَ ما بـينَ النّواطيرِ قَسائِمْ .
أيُّ نِفطٍ ؟!
صاحِبُ الآبارِ، طُولَ العُمْرِ،
عُريانٌ وَمَقرورٌ وصائِمْ
وَهْوَ فَوقَ النّفطِ عائِمْ !
أيُّ شَعْبٍ ؟!
شَعبُنا مُنذُ زَمانٍ
بـينَ أشداقِ الرَّدى والخوفِ هائِمْ
مُستنيرٌ بظلامٍ
مُستجيرٌ بِمظالِمْ !
هُوَ أجيالُ يَتامى
تَتَرامى
مُنذُ ما يَقرُبُ مِن خَمسينَ عاما
كالقَرابـينِ فِداءَ المُستبدّينَ " النّشامى" .
كُلُّ جيلٍ يُنـتضى مِن أُمِّهِ قَسْراً
لِكَيْ يُهدى إلى (أُمِّ الهَزائِمْ)
وَهْيَ تَلقاهُ وُروداً
ثُمَّ تُلقيهِ جَماجِمْ
وَبُروحِ النَّصرِ تَطويهِ
ولا تَقَبلُ في مَصْرعِهِ لَوْمةَ لائِمْ .
فَهُوَ المقتولُ ظُلْماً بـيدَيْها
وَهُوَ المَسؤولُ عن دَفْعِ المَغَارِمْ !
فَإذا فَرَّ
تَفرّى تَحتَ رِجْلَيْهِ الطّريقْ
فَهْوَ إمّا ظامِئٌ وَسْطَ الصّحارى
أو بأعماقِ المُحيطاتِ غَرِيقْ
أو رَقيقٌ.. بِدماءٍ يَشتري بِلَّةَ ريقٍ
مِن عَدُوٍّ يَرتدي وَجْهَ شَقيقٍ أو صَديقْ !
فَلماذا صَمَتُوا صَمْتَ أبـي الهَوْلِ
لَدَى مَوْتِ الضّحايا..
واستعاروا سُنَّةَ الخَنساءِ
لَمّا زَحَفَتْ كَفُّ المَنايا
نَحْوَ أعناقِ الجَرائِمْ ؟!
* *
يا شُعوباً مِن سَرابٍ
في بلادٍ مِن خَرابْ..
أيُّ فَرْقِ في السَّجايا
بـينَ نَسْرٍ وَعُقابْ ؟!
كُلُّها نَفْسُ البـهائِمْ
كُلُّها تَنزِلُ في نَفْسِ الرّزايا
كُلُّها تأكُلُ مِن نَفسِ الولائِم
إنّما لِلجُرْمِ رَحْمٌ واحِدٌ
في كُلِّ أرضٍ
وَذَوو الإجرامِ مَهْما اختلَفَتْ أوطانـهمْ
كُلٌّ توائِمْ !
* *
عَصَفَ العالَمُ بالصَفَّينِ
حَقْناً لِدِمانا
وانقَسَمْنا بـهوانا
مِثْلَما اعتَدْنا.. إلى نِصفَينِ
ما بـينَ الخَطيئاتِ وما بـينَ المآثِمْ
وَتقاسَمْنا الشّتائِمْ .
داؤنا مِنّا وَفينا
وَتَشافينا تَفاقُمْ !
لو صَفَقْنا البابَ
في وَجْهِ خَطايا العَرَبِ الأقحاحِ
لَمْ تَدخُلْ عَلَيْنا مِنـه
آثامُ الأعاجِمْ ! .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قفو ضدي

قِفـوا ضِـدّي .
دَعُوني أقتفي وَحْدي .. خُطى وَحْدي !
أنا مُنذُ اندلاع براعِمِ الكلماتِ في مَهدي
قَطَعتُ العُمرَ مُنفرداً
أصُـدُّ مناجِلَ الحَصْدِ
وَما مِن مَوْردٍ عِندي لأسلحتي
سِوى وَرْدي !
فَلا ليَ ظَهْرُ أمريكا
لِيُسندَ ظَهريَ العاري .
وَلا ليَ سُلطةٌ تُوري
بِقَدْح زنادها ناري .
وَلا ليَ بَعدَها حِزبُ
يُسَدِّدُ زَنْدُهُ زَندي .
***
قِفـوا ...
لن تَبلُغوا مِنّي وُقُوفَ النّدِّ للِندِّ ِ.
مَتى كُنـتمْ مَعي.. حتَى
أُضارَ بِوَحشةِ البُعْـدِ ؟
أَنا مَن ضَمّكُمْ مَعَهُ
لِتَرفعَ قِيمَـةُ الأصفارِ قامَتـها لَدى العَـدِّ
بظِلِّ الواحدِ الفَرد ِ.
ولكنّي، بطُولِ الجُهْـدِ ،
لَم أَبلُغْ بـها قَصْـدي .
أُحرّكُها إلى اليُمنى
فألقاها على اليُسرى
وتَجمعُ نَفسَها دُوني
فَيُصبحُ جَمْعُها : صِفرا .
وَما ضيري ؟
أنا في مُنـتـهى طَمَعي .. وفي زُهْـدي
سَأبقى واحِداً.. وَحْـدي !
***
فَمي أَضناهُ حَـكُّ الشَّمْعِ عن فَمِكُم .
بحقِّ الباطِلِ المَصهورِ في دَمِكُمْ
قِفوا ضِـدّي .
دَعُوني، مَرّةً، أُهدي سَنا جُهدي
لِما يُجـدي .
فَمَهْما أَشرقَتْ شَمسي
فلن تَلقى لَها جَـدوى
سِوى الإعراضِ والصَدِّ
مَنَ العُمْيانِ والرُّمْدِ .
***
قِفـوا ضِـدّي .
أنا حُـرُّ .. ولا أرجو بَراءةَ ذِمَّةٍ
مِن ذِمّـةِ العَبْدِ .
خُـذوا أوراق إثباتي .
خُذوا خِزْيَ انصهاري في ذَواتٍ
أَخجَلتْ ذاتي .
سَفَحتُ العُمْـرَ
أُوقـِظُ نائِمَ الإنسان في دَمِها
وَحينَ تَحرَّكَتْ أطرافُ نائِمِها
مَشَتْ فَوقي .. تُجدِّدُ بـيعةَ القـردِ !
خُـذوا آبارَكُمْ عَنّي .
خُـذوا النّار الّتي مُتُّمْ بـها
مِن شِدَّةِ البَـرْد ِ!
خُـذوا أنـهارَكُمْ عَنّي
خُـذوا الدَّمْعَ الذّي يَجري
كسكّينٍ على خَـدّي .
خُذوا الأضواءَ والضّوضاءَ
عَن عَيني وَعَن أُذُني ..
أَنَا ابنُ الغَيمِ
لي مِن دُونِكُمْ بَرقي وَلي رَعْدي .
قِفـُوا ضِـدّي ..
كَفاني أنّني لم أنـتزِعْ مِن قَبلِكُمْ جِلدي .
وأنّي لم أَبعْني، مِثلَكُمْ ، في ساعةِ الجِدِّ .
كَفاني بَعدَكمْ أنّي
بَقيتَُ ، كما أنا ، عِنْـدي .
فَماذا عِندَكُمْ بَعْـدي ؟!.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحسن أسفر بالحجاب
(عندما منع الحجاب بفرنسا)


قمر توشحَ بالسَحابْ.
غَبَشٌ توغل, حالما, بفجاجِ غابْ.
فجرٌ تحمّم بالندى
و أطل من خلف الهضابْ.
الوردُ في أكمامه.
ألق اللآلئ في الصد فْ.
سُرُج تُرفرفُ في السَدَ فْ.
ضحكات أشرعة يؤرجحها العبابْ.
و مرافئ بـيضاء
تنبض بالنقاء العذبِ من خلل الضبابْ.
من أي سِحرٍ جِئت أيتـها الجميلهْ ؟
من أي باِرقة نبـيلهْ
هطلت رؤاك على الخميلةِ
فانـتشى عطرُ الخميلهْ ؟
من أي أفقٍ
ذلك البَرَدُ المتوجُ باللهيبِ
و هذه الشمسُ الظليلَهْ ؟
من أي نَبْعٍ غافِل الشفتينِ
تندلعُ الورودُ ؟
- من الفضيلَهْ.
هي ممكنات مستحيلهْ !
قمر على وجه المياهِ
َيلُمهُ العشب الضئيلُ
وليس تُدركه القبابْ.
قمر على وجه المياه
سكونـه في الإضطراب
وبعده في الإقترابْ.
غَيب يمد حُضورَه وسْطَ الغيابْ.
وطن يلم شتاتـه في الإغترابْ.
روح مجنحة بأعماق الترابْ !
وهي الحضارة كلها
تنسَل من رَحِم الخرابْ
و تقوم سافرة
لتختزل الدنا في كِلْمتين :
( أنا الحِجابْ ) !
****
الحُسْنُ أسفرَ بالحجابِ
فمالها حُجُبُ النفورْ
نزلت على وجهِ السفورْ ؟
واهًا ...
أرائحة الزهور
تضيرُ عاصمة العطورْ ؟
أتعف عن رشْفِ الندى شَفَةُ البكورْ ؟
!أيضيق دوح بالطيورْ ؟
!يا للغرابة
_ لا غرابـه .
أنا بسمة ضاقت بفرحتـها الكآبـه.
أنا نغمة جرحت خدود الصمت
وازدردت الرتابـه.
أنا وقدة محت الجليد
وعبأت بالرعب أفئدة الذئابْ.
أنا عِفة و طهارة
بـينَ الكلابْ .
***
الشمس حائرة
يدور شِراعُها وَسْطَ الظلام
بغير مرسى
الليلُ جن بأفقها
والصبحُ أمسى !
والوردة الفيحاء تصفعها الرياح
و يحتويها السيل دَوْسا.
والحانة السكرى تصارع يقظتي
و تصب لي ألما و يأسا.
سأغادرُ المبغـى الكبـيرَ و لست آسى
أنا لستُ غانية و كأسا !
****
نَعلاكِ أوسعُ من فرنسا.
نعلاكِ أطهرُ من فرنسا كلها
جَسَدًا ونفْسا.
نعلاك أجْملُ من مبادئ ثورةٍ
ذُكِرَتْ لتُنسى.
مُدي جُذورَكِ في جذورِكِ
واتركي أن تتركيها
قري بمملكةِ الوقارِ
وسَفهي الملِكَ السفيها.
هي حرة ما دامَ صوتُكِ مِلءَ فيها.
وجميلة ما دُمتِ فيها.
هي مالَها من مالِها شيء
سِوى ( سِيدا ) بَنيها !
هي كلها ميراثُكِ المسروقُ:
أسفلت الدروبِ,
حجارةُ الشرفاتِ ,
أوعيةُ المعاصِرْ.
النفطُ ,
زيتُ العِطرِ ,
مسحوقُ الغسيلِ ,
صفائحُ العَرباتِ ,
أصباغُ الأظافرْ .
خَشَبُ الأسِرةِ ,
زئبقُ المرآةِ ,
أقمشةُ الستائِرْ .
***
غازُ المدافئِ ,
مَعدنُ الشَفَراتِ ,
أضواءُ المتاجرْ .
وسِواهُ من خيرٍ يسيلُ بغيرِ آخِرْ
هي كلها أملاكُ جَدكِ
في مراكشَ
أو دمشقَ
أو الجزائِرْ !
هي كلها ميراثك المغصوبُ
فاغتصبـي كنوزَ الإغتصابْ .
زاد الحسابُ على الحسابِ
وآنَ تسديدُ الحسابْ .
فإذا ارتضتْ..أهلاً .
و إنْ لم ترضَ
فلترحَلْ فرنسا عن فرنسا نفسِها
إن كانَ يُزعجُها الحجابْ ! .
tunisien-libre
tunisien-libre

ذكر
عدد الرسائل : 82
العمر : 41
Localisation : Tunis
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007

بطاقة الشخصية
بداية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ديوان أحمد مطر Empty رد: ديوان أحمد مطر

مُساهمة من طرف souad 02.06.07 13:46

تحية لك وتحية للشاعر العظيم أحمد مطر


هكذا يكون الشعراء وإلا فلا
souad
souad

انثى
عدد الرسائل : 83
العمر : 38
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 29/03/2007

بطاقة الشخصية
بداية: 10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى